قالت مصادر متطابقة إن خسائر الميليشيات المهاجمة لمطار طرابلس الدولي فاقت كل التوقعات، حيث لقي العديد من أفرادها مصرعهم، فيما أصيب المئات بجروح، بالإضافة إلى إعطاب آلياتهم وتدمير الكثير منها.

يأتي هذا في وقت يتجه فيه الإخوان إلى تبني “خط الجرذان” لاستعادة المقاتلين الليبيين في سوريا ومحاولة تغيير موازين القوى على الأرض.

وتتكتم الميليشيات المرتبطة بالإخوان والمتحالفة معهم عن خسائرها، غير أن ذلك لم يمنع من كشف حقيقة هذه الخسائر، حيث أكدت مصادر إعلامية أنه قبل يومين تم رصد إقلاع طائرة من مطار مصراتة في اتجاه مطار “ماركا” الأردني الواقع شرق العاصمة عمان، على متنها 86 جريحا جميعهم شاركوا في الهجوم المُسلح الفاشل على مطار طرابلس.

وأضافت أنه بالتوازي مع ذلك، تم أمس رصد العشرات من سيارات الإسعاف على الطريق الساحلي بين العاصمة طرابلس، ومدينة مصراتة، وبالتحديد على مستوى مدينتي الخمس وزليطن، وهي في طريقها إلى مدينة مصراتة، بالإضافة إلى أعداد هائلة من الآليات المعطوبة التي تعرضت في وقت سابق لقصف صاروخي.

وبحسب بيانات إحصائية نشرتها أمس وزارة الصحة الليبية، فإن المواجهات التي جرت بين قوات الجيش الوطني، والميليشيات المُسلحة التابعة لتنظيم “أنصار الشريعة” في محيط مدينة بنغازي بشرق ليبيا، أسفرت منذ نهاية الأسبوع الماضي عن 130 قتيلا على الأقل و529 جريحا.

وتابعت أن المواجهات التي اندلعت بين “ثوار الزنتان” الناشطين ضمن إطار لواء “القعقاع”، وكتيبة “الصواعق” الذين يدافعون على مطار طرابلس الدولي، ومُقاتلي الميليشيات الموالية لجماعة الإخوان، أسفرت عن مقتل 102 وجرح 425 من الجانبين.

وبالتوازي، أكدت مصادر مُتطابقة وفقا لصحيفة العرب، أن تشكيلات “ثوار الزنتان” في العاصمة طرابلس، وقوات الجيش الوطني في بنغازي، تمكنت خلال الأيام الماضية من أسر العشرات من عناصر الجماعات التكفيرية، بالإضافة إلى تدمير عدد هائل من مُعداتها.

ودفعت هذه التطورات الميدانية التي ترافقت مع عملية نزوح جماعي للبعثات الدبلوماسية من العاصمة الليبية، المراقبين إلى القول إن معركة حاسمة بدأت تلوح في الأفق سيكون لنتائجها كبير الأثر في إعادة تشكيل المشهد السياسي في ليبيا.

وكان العقيد محمد حجازي الناطق الرسمي باسم عملية “كرامة ليبيا” التي يقودها اللواء حفتر قد أكد قبل يومينأن قوات الجيش الليبي التي تمكنت في وقت سابق من صد هجوم شنه “ظلاميون وتكفيريون من جنسيات ليبية وتونسية وجزائرية وأفغانية على معسكر “الصاعقة” ببنغازي، تستعد لشن معركة حاسمة ضد هذه العصابات في إطار خطة عسكرية مُحكمة.

ويبدو أن تصميم القوات المناهضة للجماعات التكفيرية على تطهير ليبيا من هؤلاء الظلاميين الذين سارعوا قبل يومين إلى إعلان مدينة بنغازي “إمارة إسلامية”، وذلك على لسان المدعو محمد الزهاوي الذي يُعرف بالمسؤول الشرعي لـ “أنصار الشريعة” بليبيا، قد جعل جماعة الإخوان تلجأ إلى إعادة تفعيل “خط الجرذان” بشكل معكوس، في مسعى لتغيير موازين القوى الميدانية.

و”خط الجرذان” هو اسم أطلقته المخابرات الأميركية “سي أي إيه” على عملية استخباراتية نفذتها في عام 2012 انطلاقا من ليبيا بالتعاون مع جماعة الإخوان، وبتمويل قطري وتركي.

وبحسب “العرب”، فإن جماعة الإخوان الليبية كثفت من اتصالاتها مع الأتراك والقطريين لمساعدتها على إعادة المئات من الليبيين والتونسيين الذين يقاتلون في سوريا، إلى ليبيا للمشاركة في القتال ضد “ثوار الزنتان”، وقوات الجيش الوطني.

وأكدت أن عددا من الطائرات آتية من مطار يقع بالشق التركي من قبرص، حطت خلال الأيام القليلة الماضية في مطار مصراتة، وعلى متنها مئات من الإرهابيين.

وأضافت أن طائرات آتية من قاعدة “انسيكيرك إيه بي” بجنوب تركيا حطت هي الأخرى في مطاري معيتيقة بالعاصمة الليبية، وبمطار سرت الواقع على بعد نحو 450 كيلومترا شرق طرابلس، مُحملة هي الأخرى بأعداد من الإرهابيين الأفغان والشيشان، وبالعتاد والذخائر الحربية لإسناد المجموعات التكفيرية.