تصاعدت الخلافات بين أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبدالمالك درودكال وبين قائد كتيبة “الموقعون بالدم” مختار بلمختار والمنشق عن التنظيم، وقد بلغت الخلافات أشدّها حيث أمر درودكال بتصفية بلمختار الذي شقّ عصا الطاعة في مناسبات عديدة.

وأكدت تقارير إخبارية متطابقة أن الإرهابي الجزائري مختار بلمختار قائد كتيبة “الموقعون بالدم”، نجا من محاول اغتيال، استهدفته في ليبيا وأن أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبدالمالك درودكال، هو من أمر باغتياله نظرا للخلافات العميقة بينهما.

وأفاد مصدر موثوق لصحيفة “المحور اليومي” الجزائرية، أن بلمختار نجا من موت محقّق، بعد أن نصب له إرهابيون من كتيبة “طارق بن زياد” التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، كمينا في منطقة عين نوي جنوب غرب ليبيا.

وأوضح مراقبون، ممّن لم يستبعدوا خبر محاولة الاغتيال، أن أمير القاعدة درودكال قرّر تصفية بلمختار الملقب بـ”الأعور”، بعد أن شقّ عصا الطاعة في مناسبات عدّة، وأن محاولة الاغتيال أقامت الحجة على أن الخلافات بين قياديّي القاعدة التي بلغت أشدّها تُنذر بتفكيك التنظيم ودخوله حرب زعامات طاحنة.

الجدير بالذكر أنه سنة 2012 وفي تطور مفاجئ أعلن تنظيم القاعدة إقالة بلمختار عن قيادة كتيبته بأمر من زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبدالمالك دروكدال، وذكرت وكالة الأسوشيتد برس، أنها عثرت في تمبكتو على وثيقة بها قرار إقالة بلمختار، نشرت تفاصيلها للمرة الأولى في 29 مايو سنة 2013.

واستعرضت الوثيقة أسباب الخلافات بين المعسكرين الإرهابيين، متهمة فيه بلمختار بأنه “أكبر عائق في وجه توحيد المجاهدين في الصحراء”، وأيضا تجاهله أوامر التنظيم المركزي للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالجزائر، وتكشف الرسالة عن عمق الصراعات الداخلية في صلب الشبكة الإرهابية حول دفع الفديات.

واعتبر محللون سياسيون، أن السبب الحقيقي وراء انشقاق بلمختار عن التنظيم جاء بعد قرار عبدالمالك درودكال، إنزال رتبته إلى رئيس لكتيبة الملثمين، الأمر الذي رآه بلمختار إهانة له، خاصة وأنه كان قد رفض عام 2007 تعيين درودكال أميرا للتنظيم، كما أنه لا يثق في عبدالمالك ويفضل عليه قياديين آخرين، كما لم يوافق على تعيين عبدالحميد أبو زيد “أميرا للصحراء” والذي كان على خلاف دائم معه ويصفه بأنه “لص مهرب تحول لمجاهد”.

وتطور الخلاف بين القياديّين المتشددين إثر ظهور تنظيم الدولة الإسلامية بسوريا والعراق بزعامة أبوبكر البغدادي وتمكّنه من فرض سيطرته على العديد من المدن وخلق هالة إعلامية حوله جعلته التنظيم الأشدّ خطورة والأكثر استقطابا للشباب من كافة أنحاء العالم والمنافس الأول لتنظيم القاعدة الدوليّ الذّي تبرّأ منه.

وقد أكدت مصادر أمنية أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، يشهد حالة تمرد يقودها عدد من أمراء التنظيم، ضد عبدالمالك درودكال من أجل إزاحته، كما يشهد انشقاقات واسعة قد تؤدي لاقتتال داخلي لأن مجموعة كبرى من المنشقين بايعت أمير الدولة الإسلامية.

والمعلوم أن تنظيم القاعدة أعلن رفضه الصريح لخلافة البغدادي وللدولة الإسلامية لاعتبارات عدّة لعلّ أبرزها كما يراها خبراء ومراقبون، هي أنّ الظواهري لم يتوقع أن يتمّ مبايعة خليفة للمسلمين غيره باعتباره شيخ المجاهدين وأميرهم والحامل للمشروع الإسلامي بعد أسامة بن لادن.

والسبب الثاني يعود إلى العزلة السياسية والجهادية للقاعدة خاصة بعد ظهور العديد من التنظيمات الإسلامية الموازية لها والتي تتبنى أطروحات مخالفة، ممّا أدّى إلى تصدّع وحدة الموحّدين وظهور سياسة التحالفات بين التنظيمات الجهادية. واستغل بلمختار التشنج بين درودكال وأيمن الظواهري بخصوص جبهة “النصرة” في سوريا، حيث قرّر دعم الجناح التابع للظواهري في قاعدة المغرب، من أجل إضعاف موقف درودكال، كما قرّر أيضا الوقوف في نفس الصف مع أيمن الظواهري وأمير جبهة “النصرة” أبو محمد الجولاني ضد حلف آخر بدأ يتشكّل بين عبدالمالك درودكال وداعش. وبدأ الخلاف بين درودكال والظواهري سنة 2013، بعد أن تقلّص عدد الجهاديّين الملتحقين بساحات الحرب ضد القوات الفرنسية في شمال مالي، وهو ما أثار حفيظة درودكال الذي أصدر بيانا رفض فيه انتقال المقاتلين من المنطقة المغاربية إلى سوريا.

وأثار هذا البيان، الذي تداولته المنتديات الجهادية السلفية غضب أمير تنظيم القاعدة الدولي الذي ينظر للحرب في سوريا حسب خبراء أنها تكرار لتجربة أفغانستان على نطاق واسع، أين توفرت البيئة الحاضنة للجهاديين من خلال الحدود التركية السورية واللبنانية السورية المفتوحة وتوفر الدعم الدولي غير المباشر من بعض الدول المناهضة للسلطة الحاكمة في سوريا.

 

مختار بلمختار في سطور

◄ اسمه الحقيقي خالد أبوالعباس

◄ جهادي جزائري ينشط شمال مالي

◄ قائد كتيبة "الموقعون بالدم"

◄ كان أميرا في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي

◄ قرر مغادرة التنظيم نهاية سنة 2012

◄ صدرت في حقه مذكرة توقيف دولية من واشنطن

*نقلا عن العرب اللندنية