طرح عضو المكتب التنفيذي للحركة الوطنية الشعبية الليبية، موسى إبراهيم، مجموعة من التساؤلات حول الحركة الإسلامية السياسية  في ليبيا وخارجها، والمشروع الحضاري.

وقال إبراهيم في مقال نشره بصفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حمل عنوان " التربة العفنة، والتراب المقدس"، "لماذا لا تنتج الحركة الإسلامية السياسية، في ليبيا وخارجها، فكراً وطنياً جامعاً، ينتمي لمشروع حضاري حقيقي ينتصر للإنسان ويحترم كرامته ويؤسس لعدالة اجتماعية، وسياسية، واقتصادية شاملة يلتف حولها الليبيون والليبيات؟ ولماذا هذا الارتباط المشين بين الحركة الإسلامية (بقياداتها ورموزها وتاريخها وإنتاجها المعرفي) وبين العنف الدموي، والتبعية للأجندات الغربية، والعمالة للقوى العالمية، وتدمير البنى الأساسية للروح الإنسانية، ومعاداة الحضارة والمدنية والحقوق الأساسية المحددة لكرامة الإنسان؟".

وأكد إبراهيم، أن الشعب الليبي أصبح شاهد عيان منذ سنة 2011 على فساد المنهج، وقبح الرؤية، وخسران الإرث الذي تنطلق منه، وتقتات عليه، الحركة الإسلامية بنسختيها السياسية والجهادية دون تمييز، مشيرا إلى أن "الواقع الفبرايري-الناتوي القبيح"، و "الارتباط العضوي-الميكانيكي الكامل لفلسفة الحركة الإسلامية" بخطط ومشاريع وانجذابات المشروع الامبريالي الغربي في المنطقة، والعجز الفكري، والفقر الروحي للمنظومة الدينية بكاملها، ضيع فرصاً، بدت لبعض الواهمين حقيقية، في تأسيس مشروع إسلامي للسلم الاجتماعي، والعدالة، والحرية، والأمن.

وأضاف، قائلا "إن إطلاق سراح الأسرى، بدلا من تعذيبهم وقتلهم، والتواصل مع أهل ليبيا جميعاً، بدل القطع معهم وإقصائهم، واختيار الوطن، بدل التبعية للأجنبي، وتقديم رؤية سياسية للحل، بدل الاستئثار بالسلطة والثروة والسلاح، ودعم المصالحة المجتمعية، بدل تعميق الجروح وترسيخ الكراهية، والانتماء للإنسان وكرامته، رجلاً كان أو امرأة، طفلاً أو بالغاً، أبيض أو أسود، غنياً أو فقيراً في مقابل الانتماء للأيدلوجيات الأصولية التي أزكمت رائحتها الأنوف واقشعرت من رؤية ملامحها الأبدان، هو الطريق البديل للشباب والقيادات الإسلامية الجديدة، وإلا فبئس المهاد والمعاد".

واختتم عضو المكتب التنفيذي للحركة الوطنية الشعبية الليبية مقاله قائلا، "إن التربة العفنة لا تنتج إلا نباتاً فاسداً، وهذا هو حال الفكر الديني-السياسي، أما الأشجار الطيبة فغرسها لا يصح إلا في طين الإنسانية الخصبة بالإلهام المدني، فهل تفزع فيوضات الرحمة الإلهية، واشراقات اللدنية الربانية، وإشعاعات النور المحمدي، في احتضان بذرة إسلامية ليبية طيبة؟".