أسفرت الاشتباكات التي اندلعت منذ الجمعة الماضية بين الحركة الوطنية لتحرير أزواد وميليشيات الدفاع الذاتي (موالية للجيش) في بلدة "أنيفيس"، قرب كيدال (شمال)، عن مقتل 100 شخص وإصابة 125 آخرين، بحسب ضابط في قيادة أركان الجيش المالي للأناضول.

 وقال الضابط الذي رفض نشر اسمه للأناضول إن "سيدي محمد الملقب بـ "ايبرز" المشتبه في كونه المسؤول عن مذبحة كيدال في 18 مايو/ أيار الماضي والليبي بايا الملقب بـ "بوجان" وهو عنصر مهم في الميليشيا المقربة من الحاج آغ غامو (جنرال من الطوارق في الجيش المالي)، قد يكونون من بين الضحايا".

ولم يصدر عن الحركة الوطنية لتحرير أزواد أو عن مصادر حكومية رسمية أي معلومة عن انتماء أو هوية الضحايا أو عن عددهم بشكل دقيق.

من جهته، قال أحد الدبلوماسيين الغربيين في باماكو للأناضول، والذي رفض نشر اسمه، إن "المقربين من الجنرال الحاج آغ غامو يقع استهدافهم بانتظام من قبل المجموعات المسلحة، على خلفية أهمية دوره في الجيش المالي".

وأضاف: "مع مطلع التسعينيات، قاتل الحاج آغ غاو مع المتمردين الطوارق قبل أن ينضم إلى الجيش المالي، وهو من القلائل الذين أبدوا ولاء للحكومة في باماكو وهذا تحديدا ما ولّد شعور العدائية تجاهه من جانب المتمردين". 

وقالت الحركة الوطنية لتحرير أزواد في بيان لها، الجمعة الماضي، أن "اشتباكات قواتها مع عناصر من الجيش المالي مصحوبة بميليشيات اليوم (الجمعة) في "أنيفيس" قرب كيدال، أسفرت عن مقتل 39 شخصا من بينهم 4 في صفوف الحركة".  

ويتزامن تدهور الأوضاع في منطقة الشمال المالي قبيل اجتماع الحكومة المالية والجماعات المسلحة في الجزائر انطلاقا من 16 يوليو/ تموز الجاري لإجراء مفاوضات سلام

وتمّ توقيع اتّفاق لوقف إطلاق النار في 23 مايو/ أيار بين الحكومة المالية والمجموعات المسلحة الرئيسية الثلاث: الحركة الوطنية لتحرير أزواد، والمجلس الأعلى لوحدة أزواد، والحركة العربية الأزوادية، وذلك عقب وساطة قام بها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.

وينص الاتفاق على "وقف الأعمال العدائية على كامل الأراضي المالية" من أجل "استئناف فوري للمفاوضات، بدعم من الأمم المتحدة وشركائها الإقليميين والدوليين".