دخلت ليبيا منذ العام 2011،في دوامة من العنف والفوضى مثلت بيئة خصبة ومجالا مناسبا للتنظيمات الارهابية التي توغلت في الأراضي الليبية وجعلت منها مركزا لتجمع عناصرها ومنطلقا لها لشن عملياتها الارهابية ليس في المدن الليبية فقط بل وفى دول أخرى وخاصة دول الجوار،علاوة على انتشار العصابات الاجرامية والميليشيات المسلحة المتعددة الولاءات.

وفي ظل الفوضى التي عصفت بالبلاد،تحرك الجيش الليبي في محاولة للحد من العنف الذي بات سيد الموقف مع انتشار الاغتيالات وشتى أنواع الاجرام.ومنذ العام 2014،أطلقت القوات الليبية عدة عمليات عسكرية  بهدف تحرير المدن والقضاء على أبرز معاقل الارهاب في عدة مناطق من البلاد علاوة على طرد الميليشيات من الهلال النفطي.

عملية الكرامة

في الـ 16 من مايو/ أيار 2014،وفى أول تحرك حقيقى لسد الفراغ الأمنى وإنهاء حالة عدم الاستقرار فى ليبيا،أطلق المشير خليفة حفتر عملية الكرامة لمحاربة الإرهابيين والمتطرفين فى بنغازي،ثاني أكبر المدن الليبية،وذلك عقب الاغتيالات والتصفيات التى طالت عدد كبير من أبناء المؤسسة العسكرية،وتردي الوضع الأمني الذي كان يلقى بظلاله على المدينة.

وإستطاع الجيش الليبي تحقيق إنتصارات متتالية ودك معاقل التنظيمات الإرهابية التي كانت تتمركز في المدينة.ويوليو 2017،أعلن المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، تحرير بنغازي من سيطرة الجماعات الإرهابية ، عقب مرور أكثر من ثلاث سنوات من العمليات العسكرية.فيما ظلت عمليات التمشيط وتعقب العناصرالإرهابية الفارة في المدينة مستمرة.

وأواخر ديسمبر 2017،أنهت قوات الجيش الليبي عملياتها العسكرية وتمشيط آخر معاقل الإرهابيين،بعد قيام وحدات الجيش بشن عملية عسكرية واسعة للقضاء على آخر جيوب الإرهابيين بمنطقة اخريبيش في بنغازي ، بعد عمليات استمرت لأكثر من خمسة أشهر.وأكد الناطق الرسمي باسم قوات الصاعقة التابعة للجيش الليبي مليود الزوي،في تصريح لوكالة "سبوتنيك"،الخميس 28 ديسمبر/ كانون الأول، انتهاء العمليات العسكرية في سيدي إخريبيش في بنغازي.

ومطلع  يناير 2018، كشفت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية عن حصيلة معركة تحرير بنغازي من المجموعات الإرهابية ،وقال العميد احمد المسماري المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية في مؤتمر صحفي،من بنغازي، بأن " كل العمليات العسكرية في المدينة انتهت،وتم القضاء على الإرهاب فيها، بعد خوض قواتنا معارك من أسوار بنينا (قاعدة بنينا جوية) ، إلى منطقة اخريبيش وقدمت فيها أكثر من 5500 شهيد وآلافا من مبتوري الأطراف لأجل تحرير وتطهير مدينة بنغازي".

عملية البركان

في 11 مايو 2016،أطلق الجيش الليبي عملية البركان العسكرية، لتحرير مدينة درنة من بقايا الجماعات الإرهابية، التى إستغلت حالتي الفراغ السياسي والأمني لتجعل من المدينة ،التي كانت تعتبر وجهة سياحية هامة في ليبيا،مركزا رئيسيا لتجميع الإرهابيين الذين شكلوا تهديدا أمنيا في ليبيا والمنطقة بصفة عامة.

وتعاني المدينة منذ سنوات من تغلغل التنظيمات الارهابية،حيث خضعت لتنظيم "داعش" الارهابي الذي سيطرعليها في عام 2015 بشكل كامل.لتتحول عقب ذلك الى ساحة حرب بين التنظيمات الارهابية،انتهت بسيطرة مجلس "شورى مجاهدي درنة" المرتبط بتنظيم القاعدة،الذى جعل مركزا لشن هجماته ضد قوات الجيش الليبي واستهدافه من خلال عمليات ارهابية،،علاوة على هجمات طالت دول الجوار أبرزها هجوم المنيا في مصر في مايو الماضي الذي استهدف، حافلة تقل مسيحيين وخلف عديد القتلى والجرحى.

ومنذ أكثر من سنتين،تخضع الممدينة للتطويق من قبل قوات الجيش والرقابة الشديدة على مستوى المنافذ لمنع تسلل العناصر الارهابية الى داخل المدينة أو الخروج منها.وتعتبر درنة المدينة الوحيدة في إقليم برقة التي مازالت تحت سيطرة العناصر الارهابية،.وتتواصل المساعي لتحرير المدينة التى كانت وجهة مفضلة للسائحين بسبب المناظر الخلابة التي تتمتع بها.

عملية البرق الخاطف

في 11 سبتمبر 2016،شنت قوات الجيش الوطنى الليبي، هجوما مباغتا على منطقة الهلال النفطى في عملية أطلق عليها اسم "البرق الخاطف"،،وأحكمت على إثرها القوات الليبية سيطرتها على بوابات مدينة أجدابيا والموانئ النفطية فى الهلال النفطى وتحريرها من قبضة ميليشيات مسلحة يقودها إبراهيم الجضران.

وأكد مكتب الإعلام بالقيادة العامة للجيش الليبي، أنه بذلك أصبحت تلك الموانئ تحت حماية الجيش الوطني الليبي، ولتعود مسؤولية تشغيلها والتصرف فيها إلى المؤسسة الوطنية للنفط، دون تدخل القوات المسلحة في شؤون التشغيل أو التصدير أو إبرام الصفقات التجارية، باعتبارها اختصاصا مدنيا بحتًا.وطمأنت القيادة العامة، الشعب الليبي بأن هذه الخطوة ترمي إلى استعادة الشعب سيطرته على مقدراته ومنع العابثين من المساس بها.

وتعد هذه العملية العسكرية إحد أبرز العمليات النوعية التى قادها الجيش الليبى،حيث تمثل منطقة الهلال النفطي الحوض النفطي الأغنى في ليبيا وتمتد على طول أكثر من 200 كيلومتر من طبرق شرقاً إلى السدرة غرباً،وقد مثلت إستعادة قوات الجيش الليبي السيطرة عليها مجالا لزيادة الانتاج الذى تراجع بصفة كبيرة بسبب الميليشيات التي كانت تستنزف ثروة البلاد.

عملية الرمال المتحركة

في 23 مارس/ آذار 2017،أطلقت قوات الجيش الوطني عملية “الرمال المتحركة” لتحرير المنطقة الجنوبية بالكامل،واستهدفت فيها بشكل رئيسي مدينتي تمنهنت وسبها بالمدفعية الثقيلة التابعة للكتيبتين 321 و181 وبالقصف الجوي من قاعدة براك الشاطئ، تمكنت قوات الجيش من السيطرة على قاعدة تمنهنت أواخر شهر مارس بعد ضغوط قبائلية على وحدات القوة الثالثة المتواجدة فيها، لتصبح القاعدتين الجويتين الموجودتين شمال مدينة سبها تحت سيطرة الجيش الوطني.

وفي مايو 2017،بوغتت قوات الجيش بهجوم استهدف قاعدة براك الشاطئ الجوية الواقعة في المنطقة الجنوبية،التي كانت وحدات من اللواء 12 في الجيش الليبي مسيطرة عليها منذ ديسمبر 2016.ونفذ هذا الهجوم قوة مشتركة من سرايا الدفاع عن بنغازي وميليشيا القوة الثالثة انطلاقاً من مدينة الجفرة،وأوقع 141 قتيلا معظمهم من العسكريين وبعضهم من الموظفين المدنيين في القاعدة.

وعقب الهجوم استأنفت قوات الجيش هذه العملية، وأطلقت تحركاً هجومياً انطلاقاً من مدينة زلة تمكنت فيه من تأمين مدن محافظة الجفرة الثلاث الرئيسية "ودان – الهون –سوكنه"، بالإضافة إلى قاعدة الجفرة الجوية.وتمكنت قوات الجيش عقب انتهاء العمليات من صد هجوم انتحاري على مواقعها في مدينة سوكنة، وتصدت لهجوم مماثل أستهدف بوابة السدرة.

عملية غضب الصحراء

في 18 يناير 2018،أطلق الجيش الليبي،عملية عسكرية جديدة أطلق عليها اسم "غضب الصحراء"تستهدف محاربة العناصر الإجرامية وعصابات التهريب في عمق الصحراء.وتأتي هذه العملية العسكرية بعد مقتل 6 جنود تابعين للجيش، وفقد أثر جندي سابع قرب الحدود مع مصر في منطقة واحة الجغبوب.

 ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن المتحدث باسم لقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية العميد أحمد المسماري إعلانه " أن وحدات من القوات المسلحة مدعومة بالقوات الجوية استهدفت العصابات الإجرامية المنتشرة جنوب غرب الكفرة والتي تقوم بعمليات خطف المواطنين وتمارس عمليات الحرابة والسرقة وكبدتهم خسائر فادحة".

ونقل المسماري عن آمر المنطقة العسكرية بمدينة الكفرة، اللواء المبروك الغزوي، أنه "بعد تصفية 6 عسكريين، تم إرسال عدة دوريات في اتجاهات مختلفة لغرض منع عصابات حركة العدل والمساواة السودانية التي تقوم بالحرابة في الصحراء من الانسحاب إلى الغرب، وتمكنت طائرات السلاح الجوي الليبي المقاتلة من تدمير كافة الآليات والقضاء على جميع المجرمين التابعين لهذه العصابة".وأضاف أن "عملية غضب الصحراء وملاحقة العصابات ستستمر حتى يتم القضاء عليها بالجنوب الشرقي للبلاد بشكل نهائي، وفرض هيبة الدولة الليبية على كافة إقليمها الجغرافي".

وتتهم ليبيا حركة العدل والمساواة السودانية بالمشاركة في عمليات الخطف والابتزاز للمواطنين والأجانب التي تحدث بمنطقة بحر الرمال الشاسعة جنوب شرق الجغبوب مقابل الحصول على الفدية، وكذلك بتورطها في عمليات تهريب السلاح والمخدرات والمواد البترولية، مستغلة حالة الفراغ الأمني الموجودة على على الحدود السودانية - الليبية.