علق الكاتب الصحفي عبدالحكيم معتوق، على وفاة السناتور الأمريكي جون ماكين الذي رحل أمس السبت بعد صراع مع مرض السرطان أصيب به العام 2017.

وقال معتوق، في ورقة بعنوان (ورحل جون ماكين) خص "بوابة أفريقيا الإخبارية" بنسخة منها، "عندما أعود بالذاكرة الممتلئة وغير المثقوبة إلى الوراء قليلا، يسيطر على ذهني ذلك المشهد الدرامي المثير من لحظات انكسار الوجدان الوطني، والدوس بشكل متعمد على كل تلك المثل والقيم والمبادئ التي تشربناها وحافظنا لبقائها عضا على النواجد لأيماننا اليقيني من أنها الأقرب إلى الله والتمسك بالوطن .. مشهد من جزئين الأول أثناء وقوف الراحل (عبدالفتاح يونس) استعدادا لكي يؤدي التحية العسكرية للمقبور (جون ماكين) .. والثاني .. تأبط عبد الحفيظ غوقة لذراعه .. وهو مزهوا بنصر تحقق وتحررت خلاله ( بنغازي) من الوطنيين.. لتصبح قاعدة متقدمة للتكفيريين .. ولا أدري  أذا ما كان الراحل (عبدالفتاح يونس) الذي تعلمنا في مقاعد الحروف الأولى لأبجديات العمل الوطني بأنه ضابط حر ثأر من أجل استرداد كرامة الوطن وذلك بتطهيره من دنس المستعمر الجاثم على صدره، وكذلك (نجل) القومي العربي (عبدالقادر غوقة) سفير النظام السابق في عاصمة القرار الثوري والسياسي العربي (بيروت) يدركا بأنهما صافحا واحتضنا رمز من رموز الميز العنصري الإنساني والذي أباد دون رحمة نساء وأطفال وشيوخ فتنام، وصاحب مقولة (لابد من هدم الكعبة) لكي ينتهي تجمع هذه الملايين حولها ويختفي الإسلام .. مات (أحد مخلفات الحرب العالمية الثانية) مبتور الأطراف جراء ألا إنسانيته.. بعد أن تحول صراخ الأطفال والنسوة وهم يحترقون أمامه إلى (سرطان) ينهش جسده حتى أخر روح طفل برئ صعدت، ورحل ضابط وطني حر كنا في أمس الحاجة إليه بأن يقاتل مع معسكر الوطن لتخطفه منا يد الإرهابيين وتقتله وتنكل به عقابا على ماضيه النضالي .. ليبقى المحامي (عبدالحفيظ غوقة) صاحب تلك المعلقة الزجلي واللغة الساخنة أمام من كان يسميه بالقائد المظفر في جلسة من جلسات ما يصفها الآن بالمسرحية الهزلية (مؤتمر الشعب العام) .. يترقب استدعاءه أمام محكمة التاريخ لكي يسأله قاضي الضمير وهو المحامي ولا يحتاج إلى من يدافع عنه:- ماذا فعلتم بليبيا والليبيين بعد سبع سنين عجاف من الدم والدموع والجوع والخوف والفقر .. وماذا تريد أن تقول لهؤلاء اليتامى والأرامل والمعتقلين والمهجرين والمكلومين".