نشرت صحيفة " نيودلهي تايمز" الهندية تقريرا تحدثت فيه عن أخر مستجدات الأوضاع في ليبيا، ورسمت الصحيفة سيناريو مظلم لمستقبل الصراع في البلاد، وتوقعت إلا يستمر وقف إطلاق النار الذي أعلن بين أطراف النزاع في ليبيا لوقت طويل.

وقالت الصحيفة  إن التقديرات تشير إلى أنه منذ يناير 2020 خسرت ليبيا ما لا يقل عن 8 مليارات دولار نتيجة للحصار الذي فرضه الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على المؤسسات النفطية. وتمثل عائدات النفط والغاز الطبيعي ما يقرب من 90 في المائة من إيرادات الحكومة

وتعتبر حكومة الوفاق المدعومة دوليًا والجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر الفصيلين الرئيسيين المتحاربين في ليبيا. يقود حكومة الوفاق الوطني –مقرها العاصمة طرابلس - رئيس الوزراء فايز السراج وتسيطر على أجزاء من غرب البلاد ويقود الجيش الوطني الليبي ومقره بنغازي قوة قوامها نحو 25 ألف مقاتل خليفة حفتر . 

وفي 21 أغسطس أعلنت الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة وقف إطلاق النار في جميع أنحاء الدولة الغنية بالنفط ودعت إلى نزع السلاح من مدينة سرت الاستراتيجية في مبادرة يدعمها البرلمان الليبي المتمركز في الشرق. ووافق فايز السراج رئيس وزراء  لحكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة، وعقيلة صالح  رئيس البرلمان الليبي في طبرق بشرقي ليبيا على خطة للأمم المتحدة لسحب القوات العسكرية من سرت و الهلال النفطي الشرقي. وقال فايز السراج إن وقف إطلاق النار الفعال يتطلب "نزع السلاح من منطقتي سرت والجفرة، وأن قوات الشرطة من الجانبين تتفق على الترتيبات الأمنية هناك".

وقال عقيلة صالح  رئيس مجلس النواب  "وقف إطلاق النار يقطع الطريق أمام التدخلات العسكرية الأجنبية وينتهي بطرد المرتزقة وحل الميليشيات من أجل تحقيق السيادة الوطنية الشاملة". وسرت مدينة رئيسية لأن قربها من حقول النفط يجعلها أحد الأصول الاستراتيجية. 

وقد رحبت الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الأمين العام يأمل في "احترام وقف إطلاق النار على الفور من قبل القوات المسلحة من كلا الجانبين ، وأن يتم تنفيذه بسرعة داخل اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 التي تيسرها الأمم المتحدة. كما يرحب بالدعوة إلى إنهاء عرقلة إنتاج النفط ”.

ومع ذلك  لا تزال آفاق حل الأزمة الليبية هشة حيث رفض الجيش الوطني الليبي اقتراح وقف إطلاق النار المقدم من الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة باعتباره "خداعًا"، قائلا إن الميليشيات المتنافسة كانت تستعد لمهاجمة مدينة سرت الاستراتيجية. .

وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري  في مؤتمر صحفي متلفز إن الاقتراح "لا يمثل سوى إلقاء الغبار في العيون وخداع الرأي العام المحلي والدولي".

وأضاف "تهدف هذه المبادرة إلى التستر على نواياهم الحقيقية في ليبيا" في إشارة إلى تركيا وقطر الداعمين الرئيسيين للحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة في العاصمة طرابلس. وقوات الجيش الوطني الليبي متحالفة مع البرلمان الليبي في طبرق.

وتابع المسماري أن أي وقف لإطلاق النار يتطلب انسحاب القوات المدعومة من تركيا من خط المواجهة "لتوفير مساحة للمفاوضات والحل السياسي".