نشر موقع يروآسيان نيوز الهندي، تقريرا قارن فيه بين ليبيا خلال فترة حكم الزعيم الراحل معمر القذافي وليبيا عقب الحملة العسكرية التي شنها حلف الناتو وأسفرت عن الإطاحة واغتيال القذافي.

وقال الموقع إنه منذ "الربيع العربي" والأحداث ضد النظام السابق لم تذق ليبيا حلاوة السلام والاستقرار التي سعت ورائه.

وأضاف الموقع أن البلد الغنية بالنفط أصبح اقتصادها معطل ومليئة بالمليشيات المدعومة سياسيا. وفوق كل هذا أصبح لدى ليبيا حكومتين فاعلتين.

وبعد أن تم تشكيل المجلس الوطني الانتقالي في سنة 2011 ليكون بمثابة سلطة مؤقتة في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.

ونقل الموقع عن صحيفة "ذا سيتيزين" الجنوب أفريقية قولها إن  تدخّل تحالف متعدد الجنسيات بقيادة قوات حلف شمال الأطلسي /الناتو/ في مارس 2011 لحماية المدنيين من هجمات القوات الحكومية". وفي نهاية المطاف قام المتمردون الذين شجعتهم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا باغتيال القذافي في عام 2012.

وتم التوقيع على اتفاقية سياسية ليبية تحت رعاية الأمم المتحدة في عام 2015، وقد أدى ذلك إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة مدعومة من الأمم المتحدة تسمى حكومة الوفاق برئاسة رئيس الوزراء فايز السراج. في صيف عام 2016  سحب مجلس النواب الليبي اعترافه بـحوكمة الوفاق التصويت ضدها.

ليبيا كان خطأ

واعترف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في عام 2016 بأن ليبيا كانت أكبر خطأ في فترته الرئاسية. أدى عدم التخطيط إلى ما بعد سقوط القذافي في ليبيا إلى وقوع البلاد فريسة للفوضى والوقوع تحت تهديد المتطرفين العنيفين.

كما أدلى أوباما بانتقادات حادة لرئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي لدورهما في حملة القصف في ليبيا. علاوة على ذلك اعترف وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون أن ليبيا هي نتيجة كارثة وجريمة مدبرة و "خطأ كبير" للغرب.

وفي مقابلة مع مجلة أتلانتيك الأمريكية  قال أوباما إن كاميرون أصبح مشتتًا وأن ساركوزي أراد الترويج لبلاده خلال التدخل العسكري الذي قادته الناتو عام 2011. ومنذ سقوط القذافي حُكمت ليبيا من قبل ميليشيات متنافسة مع تنظيم داعش الإرهابي الذي اكتسب نفوذاً.

الحاكم مع القبضة الحديدية

وقال الموقع الهندي إن الغرب يصور القذافي كأنه حكم ليبيا لأكثر من أربعة عقود بقبضة حديدية، وأنه أزال كل المعارضة السياسية وقيّد حياة الليبيين، كما كان أيضًا أحد زعماء العالم القلائل الذين وقفوا في وجه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

 وفي حين أن وسائل الإعلام الدولية سلطت الضوء على القذافي نفى حق الليبيين في التصويت، فقد نسوا أن يظهروا للعالم أنه في ظل القذافي كان التعليم والرعاية الصحية مجانيًا للجميع.

وكانت حكومته تقدم منحة تصل إلى 50 ألف دولار إلى المتزوجين حديثا لشراء منزلهم الأول على الرغم من أنه تم تسليط الضوء عليه كعملية شاقة مليئة بالأوراق، وأعطى القذافي للعالم مشروع النهر الصناعي العظيم لجعل المياه متوفرة للبلاد بأسرها. علاوة على ذلك كانت ليبيا دولة غنية بمفردها فلم يكن لديها أي ديون.

وكشف موقع جلوبال ريسيرش الكندي أن القذافي كان يقود بلاده من أجل أن تصبح ليبيا بمثابة الولايات المتحدة الأمريكية في أفريقيا، وكان يضع مصالح العمالة المحلية فوق رأس المال الأجنبي.

وفي أغسطس 2011  صادر الرئيس أوباما 30 مليار دولار من البنك المركزي الليبي. وقد حدد القذافي هذه الأموال لإنشاء صندوق النقد الدولي الأفريقي والبنك المركزي الأفريقي، وعلى مدار أكثر من 40 عامًا شجع القذافي الديمقراطية الاقتصادية واستخدم الثروة النفطية المؤممة للحفاظ على برامج الرفاهية الاجتماعية التقدمية لجميع الليبيين. وقد أيد القذافي وعزز حقوق المرأة. والآن يقوم النظام المدعوم من الأمم المتحدة بقمع حقوق المرأة.

بعد تدخل الناتو سقطت ليبيا واستمرت في الغرق. وكان هدف الغرب فقط هو الإطاحة بالقذافي والسيطرة الكاملة على موارد ليبيا الطبيعية وخاصة النفط.