رثى الكاتب الصحفي عبدالحكيم معتوق، القائد الكشفي الهادي تامر الحصني، الذي توفي اليومين الماضيين، والذي وصفه بأيقونة الخير.

وقال معتوق في خطاب تأبيني خص بوابة افريقيا الإخبارية بنسخة منه، "ودعت الحركة العامة للكشافة والمرشدات في بني وليد الآبية وليبيا الصابرة .. رجل من رجالات الفرح العامر للقلوب المنكسرة .. الذي أفنى زهرة شبابه .. في تقديم العون .. والمساعدة للجميع .. 

الحاج ( الهادي محمود تامر الحصني ) لمن لا يعرفه .. لم يكن يومآ جمرة من جمرات الجحيم الذي تلضت به ليبيا .. وأحرقت نسيجها الأجتماعي .. وأشعلت فتن وثارات لن تخمد في المدى المنظور.. بل كان داعيا للحب والوئام و السلام .. مستقيا ذلك من معين قبيلة أنجبت المجاهدين الشرفاء .. والمثقفين .. والكتاب والشعراء .. فانحاز للحياة بكل تفاصيلها الإنسانية الصغيرة .. بعيدا عن المناكفات السياسية .. والمشاحنات الأجتماعية .. لإيمانه العميق بأن الشعب الليبي عائلة واحدة .. تربطها أواصر القرابة والمصاهرة .. غربآ .. وشرقآ .. وجنوبآ .. فانطلق في رحلة الحياة لعقود يزرع جميل الآثر .. كلمة طيبة .. ومعروفآ .. وأحسانآ للجميع .. دون استثناء .. امتدادآ لنشئة وتربية وعمقا اجتماعيا لاحدود له .. 

رحل الرجل الذي يملك قلب يسع هموم الدنيا .. والابتسامة لا تفارقه . في وقت يعتصر فيه قلوب الليبيين على وطن ينزف وأثخن في جراحه .. ومواطن مقهور يبحث عن بارقة أمل من غريب قبل القريب .. فما أحوجنا إلى هذه النفوس النقية في زمن تلوث فيه كل شئ .. وانقلبت المفاهيم رأسآ على عقب .. وتفككت منظومة القيم على حساب الأخلاق والعفة والشرف والنخوة .. لصالح شهوة طارئة او نزوة عابرة .. واحتدم فيه القتال بين الأخوة حتى صاروا أعداءا خدمة للشامتين والطامعين .. من أجل سلطة أو مال زائلين .. 

وبانظمامه إلى قوافل الغائبين .. يختفي مشهد من كان يصغى بحنو لأنين البسطاء والمكلومين .. حيث لم يبقَ لهم في هذه القفار الإنسانية من جدار يتكئون عليه .. بعد أن أزاحه القتلة والمجرمون .. وهم يتلذذون بعويل النسوة وصراخ الأطفال .. وآهات المسنين .. إلا أن ينتظروا عناية آلهية تنقذهم من هذا التيه .. وتعوضهم خيرآ .. في كل أولئك الذين تركوا فراغآ .. وكانوا رسل رحمة وشهامة عبر عقود من هانيات السنين."