بعد غياب دام أكثر من سنتين للجماهير الرياضية المصرية عن الملاعب منذ كارثة بورسعيد الأليمة التي أودت بحياة العشرات من جماهير الأهلي في لقائه مع المصري البورسعيدي بالدوري في أول شهر فبراير 2012 بدأت لآمال تتجدد في عودة الجماهير للملاعب من جديد بعد العودة الأولى في نهائي أبطال افريقيا بين الأهلي و أورلاندو بيراتس الجنوب افريقي بملعب المقاولون العرب التي فاز فيها الأهلي بنتيجة المباراة بهدفين لصفر و نال بها البطولة، ثم النجاح المميز لحضور جماهير الزمالك للقاء فريقها أمام بطل النيجر التي أقيمت على استاد القاهرة الدولي بداية هذا الأسبوع في ذهاب الدور التمهيدي بدوري أبطال إفريقيا التي انتهت بفوز الزمالك بهدفين نظيفين، و إن كان الحضور الجماهيري محدود العدد مراعاة للضروف الأمنية للبلد إلا إن الدخول و الخروج الآمن أعطى مؤشرات مشجعة للسلطات الأمنية و الإدارة الرياضية للتفكير بشكل جاد لدراسة إمكانية عودة الجماهير لحضور المباريات حتى ولو كان بعدد قليل في المراحل الأولى قبل العودة الكاملة .
و كانت بعض التسريبات المنسوبة لبعض المسؤولين الأمنيين و الرياضيين على حد سواء أفادت بأن اتحاد الكرة أخذ تطمينات بخوض لقاءات الدوري في الدور الثاني الذى ينطلق شهر مارس المقبل بحضور جماهيري بأعداد محدودة سيتفق عليها مع الداخلية. و تعد مباراة الأهلي و الصفاقسي التونسي في كأس السوبر الأفريقية التي ستقام بحضور الجماهير في 20 فبراير الحالي بإستاد القاهرة الدولي ستكون بمثابة بالون اختبار لاتخاذ قرار عودة الجماهير المصرية للملاعب ، و إذا ما نجحت السلطات المصرية في هذا التحدي فإنها ستكون بذلك قد ضربت عصفورين بحجر واحد كما يقال إذ أن عودة الجماهير للملاعب سترفع من مستوى الفني في المنافسة بين الفرق و بالتالي استعادة الكرة المصرية لمستواها المفقود بعد الغياب عن المنافسة في كأس العالم و البطولة الأفريقية هذ من الناحية الفنية أما من النواحي الأخرى فإن تعاطي الجماهير مع نتائج الفرق الرياضية و منافساتها سيكون بمثابة التخفيف و تفريغ الطاقات المنصبة على المنافسات السياسية التي جعلت البلاد في حالة توتر مستمر منذ فترة.