يتحوّل شاطئ "مداغ" في محافظة وهران غربي الجزائر، مع حلول فصل الصيف إلى قبلة للعائلات الراغبة في الهدوء والسّكينة، حيث بات مقصدا للسياح من داخل وخارج الجزائر، الذين سُحروا بروعة مناظره؛ فعقدوا العزم على العودة إليه مجددا.

حميد ختان، شاب في العقد الثالث من العمر، يقيم بمحافظة وهران (450 كلم غرب الجزائر العاصمة)، قال في حديث لوكالة الأناضول: "زرت شاطئ مداغ قبل سنوات، وكم كانت دهشتي كبيرة... إن المكان فعلا أكثر من رائع".

وتابع ختان: "ما سحرني فعلا رمال الشاطئ النظيفة والذهبية، وصفاء مياهه.. لقد خلت نفسي أني في جزر الكاريبي (أرخبيل من الجزر يقع في قارة أمريكا)، أو هاواي (ولاية أمريكية على شكل أرخبيل من الجزر في المحيط الهادي)، التي شاهدت أشرطة وثائقية عنها في قنوات تلفزيونية، ومضى ختان قائلا: "لقد وقعت في عشق هذا المكان الساحر؛ لذلك تجدني مع حلول كل صيف أذهب إليه لأقضي أوقاتا ممتعة مع أصدقائي".

ويقع شاطئ مداغ على بعد حوالي 80 كلم غرب وهران، على الحدود مع محافظة عين تموشنت (500 كلم غرب العاصمة)، الطريق إليه ممتع، كونه يخترق مساحة غابية في شكل منعرجات، يكتشف من خلالها الزائر مناظر طبيعية خلابة، صنعتها تلك الجبال التي تكسوها الخضرة، وتقابلها زرقة البحر، ما يبعث على الراّحة النفسية.

وفي السياق، ذكر سفيان ياحي، في العقد الخامس من العمر، ومقيم بوهران، في حديث إلى الأناضول، أنه عندما يحل فصل الصيف يذهب برفقة ابنته الصغيرة إلى شاطئ "مداغ"، هربا من ضوضاء المدينة.

 وأضاف ياحي، أن لديه أقارب يقيمون في فرنسا، كلما حلوا ضيوفا عنده اصطحبهم معه، إلى "مداغ"، "إنها أجمل هدية أقدمها لهم" على حدّ قوله.

 أمّا عائلة سامي المنحدرة من محافظة بلعباس (500 كلم غرب العاصمة)، اعتادت هي الأخرى، المجيء إلى "مداغ"، حيث قالت الأم لامية، في حديث للأناضول "شاطئ مداغ يبعد مسافة ساعتين عن مقر سكنانا، لكننا لا نتردّد في المجيء إليه كل نهاية أسبوع، لقد سحرنا المكان فعلا".

وتابعت:  "ما يثير إعجابي فعلا هي نظافة الشاطئ، والغابة الجميلة التي تحيط به".

وإذا كان شاطئ "مداغ" قد سحر زواره، فإن الغابة المحيطة به، أضحت هي الأخرى مقصد للعشرات من العائلات، التي جعلت منها مكانا للشواء وتحضير الشاي تحت الجمر، في جو مفعم بالمرح، الذي يصنعه أطفال وجدوا الغابة مكانا للتحرّر من ضغط المدينة.

وتعوّل السلطات بمحافظة وهران، على شاطئ "مداغ" كي يكون في قادم السنوات أداة جذب سياحي، حيث تتم حاليا دراسة عديد العروض، التي قدمتها شركات أوروبية لإنجاز سفينة سياحية ضخمة على ضفافه، يحمل مواصفات عالمية.