نشر المحلل والباحث في مؤسسة دراسات الشرق الأوسط FEMO جيرار فسبير، مقالا في صحيفة لوموند أفريك Mondafrique الفرنسية تحدّث فيه عن ما أسماهم "عرّابي" الميلشيات المسيطرة على المنطقة الغربية في ليبيا، في إشارة إلى كلّ من تركيا وقطر .

وقال جيرار فسبير في مقاله إنّ "وسائل الإعلام الدولية غطت بشكل مكثف تقدم قوات المشير خليفة حفتر، المدعومة بدعمها الدولي، في انتقالها إلى طرابلس. ولكن هناك جانبًا رئيسيًا آخر من جوانب الوضع الليبي الحالي لم يُناقش كثيرًا، ألا وهو الدور الذي تلعبه المليشيات المتطرفة في العاصمة طرابلس وفي غرب البلاد".

وتابع فسبير  في مقاله إن "الهجوم الذي شنه حفتر في 4 أبريل / نيسان والجيش الوطني الذي أعلنه،على طرابلس، قد حشد تحالفًا غير متجانس للغاية من الميليشيات، جاء لإنقاذ رئيس الوزراء فايز السراج ، المعترف به من قبل المجتمع الدولي. ولعدة سنوات حتى الآن، تلعب هذه الفصائل من جميع المشارب دورًا إداريًا وأمنيًا بارزًا في الغرب الليبي. نوع من التحالف الضمني مع السراج، الذي يحتاج إلى هذه الجماعات المسلحة لضمان أمنه، سمح لهم بوضع أنفسهم كشركاء شرعيين في السلطة الحاكمة".

وأضاف قائلا: "المشكلة هي أن العديد من هذه الميليشيات قد تجلت للأسف من خلال دورها المركزي في تنظيم عبور وتهريب عشرات الآلاف من المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط. أحد قادتهم، أحمد الدباشي، جعل نفسه مشهورًا بشكل رهيب. إنه الآن يخضع لعقوبات وزارة الخزانة الأمريكية.   كما تضم هذه المجموعة غير المتجانسة من الميليشيات "قوات الردع الخاصة" التي وصفت سجونها بأنها "مخالب التعذيب" من قبل مؤسسة جيمستاون".


** ميليشيات غير خاضعة للرقابة


وأضاف فسبير  في مقاله: "بحكم الأمر الواقع، الميليشيات تعمل خارج سلطة وسيطرة الحكومة المعترف بها والمدعومة من الأمم المتحدة. يتم دعمهم من قبل رعاة دوليين خاصة بهم، وبالتحديد قطر وتركيا".

وتابع قائلا: "في حالة قطر، وفقًا لرويترز، فإن هذا الدعم يتحقق من خلال الإمداد المباشر بالأسلحة. لكن الدعم القطري لا يقتصر على توريد الأسلحة. فبين عامي 2011 و 2017، تشير التقديرات إلى أن الدعم المالي المقدم من الدوحة لهذه المجموعات تجاوز 750 مليون يورو".

أما بالنسبة لتركيا، يضيف فسبير بالقول: "فقد تم توضيح ذلك أيضًا من خلال تسليم الأسلحة وفقًا لوكالة رويترز، وحتى الترامادول ، وهو مادة الأفيون المشهورة التي استخدمت كمنشط وغالبًا ما يتم إدارتها للجهاديين من إفريقيا أو الشرق الأوسط. ويحدث بانتظام أن السفن التركية تُشاهد قبالة الساحل الليبي".

ويضيف أنّ "هذه الدعامات، وكذلك أعمال الميليشيات على الأرض، تجعل الحياة اليومية لليبيين في غرب البلاد أكثر صعوبة. وكل هذا يقوض الجهود الرامية إلى تشكيل دولة مركزية متماسكة، ويعرض الأمن الإقليمي للخطر".

ويختتم جيرار فسبير  مقاله بالقول أنّ "ليبيا لديها مهام هائلة للقيام بها لإصلاح الكسور وعدم الاستقرار الناجم عن سنوات الحرب الأهلية. التمويل المقدم من قطر وتركيا للجماعات الإسلامية والميليشيات يجعل هذه العملية أكثر صعوبة".