قالت صحيفة «الشروق» التونسية اليوم أنها حصلت من مصدر حقوقي وقانوني على وثائق خطيرة، قال إنّه مستعدّ للادلاء بها لدى الجهات القضائية المختصّة اذا طُلِب منه ذلك.
وأكدت الصحيفة أن الوثائق تفيد بأنّ السلطات الأمنّية في مطار تونسي تمكنت من القاء القبض على شخص ليبي بعد أن حُجز لديه صندوق لرصاص تبيّن أنه مخصص للمسدسات من عيار تسعة (9) مليمتر. وهو نفس العيار الذي تمّ به اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمّد البراهمي وحسب المعطيات فان الليبي الذي ألقي عليه القبض هو أصيل مدينة مصراطة الليبية تمّ ايقافه في مطار تونس قرطاج الدولي يوم 18 يونيو الماضي.
وقالت الصحيفة : بعد أن تمكن الأمنيون وأعوان الديوانة بالمطار من ايقاف هذا الشخص، تحرّكت احدى «الماكينات» بشكل خفي، اذ اتصل شخص اسمه مصطفى من ليبيا بالقائم بالأعمال بالسفارة الليبية وطلب منه التدخّل لفائدة الليبي الموقوف الذي حُجزت لديه «علبة رصاص خاص بمسدّس عيار 9 ملم داخل أمتعته... مشيرا الى أنّ وزير العمل الليبي خاطبه في شأنه» وقد ارسل له كل المعطيات عبر ارسالية قصيرة.
القائم بالأعمال بالسفارة الليبية ردّ على مخاطبه بوعده بالتدخل «وايفاد المنسق الأمني للاتصال بالمعني» وقال له أيضا «إنّ حالات مسك المسدسات أو الذخيرة تكاد تكون يوميّة ».
وبحسب الصحيفة فقد تدخّل الطرف الليبي في موضوع مواطنهم الموقوف يمكن فهمه، رغم أن القضيّة متعلّقة بتهريب السلاح.
لكن الغريب في الأمر هو تدخّل سفير تونس في ليبيا رضا البوكادي، اذ اتصل بشخص في تونس، على ما يبدو أنه مسؤول وأبلغه في نفس يوم ايقاف الليبي المسلّح، عن الموضوع وطلب منه أن يتدخّل لفائدته، قائلا له انّ المحجوز هو علبة من الرش وقال البوكادي للمسؤول التونسي إن الشخص المعني « هو صاحب أقوى كتيبة بليبيا التي تحمل اسم (...).
المسؤول التونسي طلب من سفير تونس في ليبيا أن « يوافيه بالهوية المؤملة للمعني في ارسالية قصيرة مبيّنا أنه سيحاول التدخّل قبل مراجعة النيابة العمومية في شأنه» مما يعني ان المسؤول التونسي يريد التدخّل لليبي الذي حجز لديه رصاص عيار تسعة (9) أثناء وجوده لدى أعوان الأمن، أي قبل ابلاغ النيابة العمومية، (السلطة القضائية) حتى يتمكن من اخراجه. وبهذا المعنى فان المسؤول التونسي له تأثير على الأمنيين.
بعد القيام بالأبحاث والتحقيقات تبيّن أن الذي اتصل به سفير تونس في ليبيا هو مسؤول أمني رفيع جدّا ويشغل خطّة حسّاسة وخطيرة لها صلة بالأمن القومي للبلاد.
تجدر الاشارة الى أنّ الليبي الموقوف، كان بصدد تهريب صندوق للرصاص الذي يُستعمل في المسدسات من عيار تسعة ملم، ولم يتم حجز مسدس لديه، ممّا يعني أنّ تلك الذخيرة كانت بطلب من طرف داخل تونس له مسدّس من نفس العيار، وهي مسدسات لا تُستعمل، على ما أعتقد في الصيد أو اللهو، وانها تستعمل فقط في الاغتيالات والقتل، وإذا عدنا الى الأبحاث التحقيقية في قضيتي الشهيدين شكري بلعيد ومحمّد البراهمي، فاننا نجد أن الرصاص المستعمل هو عيار تسعة (9) ملم.
وسألت الصحيفة : أيّ علاقة بين الليبي الذي تم ايقافه وسفير تونس بليبيا والمسؤول الأمني الرفيع جدّا بالرصاص 9 ملمتر المخصص للاغتيالات؟
وقالت أن هذا السؤال يجب أن يُجيب عنه القضاء، وعلى النيابة العمومية أن تفتح بحثا تحقيقيا، خاصة أنّه تمّ تأمين كل الوثائق التي تُثبت الجريمة لدى أكثر من جهة حقوقية كما أنّه على الحكومة أن تتحمل كلّ مسؤولياتها التاريخية والقانونية.