يبدو أن افريقيا ما تزال تحتفظ بنفسها بقدر كبير من الجاذبية التي لم يتم الكشف عنها بعد، لاسيما وأن الأيام تثبت مع مرور الوقت حقيقة تحولها إلى نقطة جذب يحاول كثيرون استكشافها والعمل من أجل الاستفادة منها في الوقت الحالي وفيما هو قادم من سنوات.

وها هي القارة السمراء تتحول إلى ساحة عراك جديدة للهيمنة العالمية بين كبرى الشركات العاملة في المجال الفندقي، وذلك على غرار ما شهدته منطقة الشرق الأوسط على مدار سنوات طويلة في هذا الشأن، حيث تسابقت هناك مجموعات فندقية شهيرة مثل ماريوت، هيلتون، ستاروود وانتركونتيننتال من أجل الظفر بحصص سوقية.

وها هو الدور يجيء الآن على القارة الافريقية، وبخاصة منطقة الصحراء الكبرى، لكي تصبح الوجهة الجديدة لمختلف العلامات التجارية العالمية الناشطة في القطاع الفندقي المتنامي.

وقال بهذا الصدد مايكل ويل رئيس الخاص بالعمليات في أوروبا وافريقيا والشرق الأوسط :" بكل أمانة، أتصور أنا افريقيا هي تلك الوجهة الكبرى التي ستجذب اهتمام الجميع خلال المرحلة المقبلة. وأنا أتوقع أن تحدث منافسة شديدة، وألا تحسم الأمور المتعلقة بالتعاقدات وتوزيع الحصص في تلك السوق الجديدة على المدى القريب".

ولطالما جذبت القارة الافريقية الساحرة على مدار عقود الآلاف من السياح الأجانب لكي يزوروا محميات الألعاب والمنتجعات الخاصة برحلات السفاري. وأشارت تقديرات إلى أن عدد السياح الأجانب بلغ عام 2012 ما يقرب من 50 مليون سائح للمرة الأولى، ما كان سبباً في تحقيق عائدات وقتها بقيمة قدرها 33 مليار دولار أميركي.

وذلك في الوقت الذي توقعت فيه منظمة السياحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، أن يصل هذا العدد إلى 85 مليون سائح بحلول عام 2020. ولفتت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إلى أن كبار مسؤولي المجموعات الفندقية بدؤوا يجوبون القارة من أجل استكشافها وتحديد الطرق التي قد تعينهم على تلبية الطلب المتزايد هناك.

فيما ستواجه الشركات الفندقية العالمية عقبة رئيسية تتمثل في حالة التجزؤ التي تعانيها افريقيا، حيث يعيش هناك ما يقرب من مليار شخص موزعين بين 54 دولة، وهو ما يعني وجود عشرات الأنظمة القانونية المختلفة وكذلك عشرات اللغات المختلفة.