وجه رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، خطابا إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بشأن توقيع مذكرة تفاهم الموقعة من رئيس حكومة الوفاق فائز السراج مع الرئيس التركي أوردغان.

وقال صالح، في نص خطابه، إن المذكرة تضمنت في البند الأول التعاون العسكري والبند الثاني ترسيم الحدود البحرية بين دولة ليبيا والجمهورية التركية، لافتا إلى أن هذه المذكرة تمثل خطورة على الدولة الليبية ومستقبلها وأمنها.

وأضاف قائلا "إن التعاون العسكري بين حكومة الوفاق المفروضة على الشعب الليبي والتي لم يعتمدها مجلس النواب الليبي، ولم يحلف رئيسها وأعضاؤها اليمين الدستورية لا يحتاج إلى مذكرة تفاهم فهو قائم بطريقة غير قانونية، منذ أن فرضت هذه الحكومة على الشعب الليبي، وأن السلاح التركي يتدفق إليها عبر مينائي مصراتة وطرابلس وهو أمر لا تخفيه حكومة الوفاق نفسها بتصريح من رئيسها ونوابها، وأن الهدف من مذكرة التفاهم هذه هو استباحة أراضي الدولة الليبية واجوائها وموانيها ومياهها الإقليمية من قبل الجيش التركي فهي اتفاقية في صورة مذكرة تفاهم يترتب عليها احتلال تركي لأراضي ليبيا وانتهاك سيادتها"، مشيرا إلى أن حكومة الوفاق درجت على عقد اتفاقيات مع بعض الدول تحت مسمى مذكرات تفاهم لغرض الهروب من تصديق مجلس النواب عليها وفقا للمادة (17) من الإعلان الدستوري والمادتين (07) (34/9) من التعديل الدستوري المسمى مقترح فبراير بالإضافة إلى المادة (08) الفقرة (02) بند (ح ) من الاتفاق السياسي.

وتابع، "اما فيما يخص البند الثاني من مذكرة التفاهم الذي ينص على ترسيم الحدود البحرية بين دولة ليبيا والجمهورية التركية أوضح الخطاب بطلانها لعدة أسباب منها أن ليبيا وتركيا لا تربطهم حدود بحرية مشتركة فوجود دول مثل اليونان وقبرص بالإضافة إلى تداخل الحدود البحرية مع دول اخرى وهي جمهورية مصر العربية وسوريا ولبنان وفقاً لما تنص عليه اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار ( CNUDM ) حيث نصت المواد (03) (33) (55) (57) (56) من اتفاقية الأمم المتحدة على تحديد عرض البحر الإقليمي لكل دولة وتعريف المناطق المتاخمة والمناطق الاقتصادية الخالصة وعرضها وحق الدولة الساحلية في استغلال الموارد الطبيعية في هذه المنطقة"، منوها إلى أن الدولة التركية لم توقع ولم تصادق على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار بسبب أن بحرها الاقليمي لا يحتوى على مناطق اقتصادية لوجود نزاع مع اليونان على أرخبيل بحر ايجة، وأن المنطقة الاقتصادية الخالصة الممتدة إلى (200) ميل بحري أمام الساحل الليبي بحسب تعريف اتفاقية الأمم المتحدة لقانون لبحار لذلك فأن التنقيب عن الثروات الطبيعية في هذه المساحة من حقوق الشعب الليبي وأن ترسيم الحدود البحرية سيعطي ذلك الحق لتركيا.

وأكد رئيس مجلس النواب في خطابه، أن التوقيع على هذه الاتفاقية دون التصديق عليها من مجلس النواب يهدف إلى التنازل على سيادة الدولة الليبية وحقوقها المشروعة بالاستثمار في هذه المنطقة، مشددا على أن مذكرة التفاهم الموقعة بين رئيس حكومة الوفاق والرئيس التركي مخالفة لما جاء في الاتفاق السياسي.

وطالب عقيلة صالح، في ختام خطابه بإصدار قرارا بسحب اعتماده لحكومة الوفاق واعتماد الجسم الشرعي الوحيد وهو مجلس النواب وما ينبثق عنها وعدم الاعتراف بمذكرة التفاهم المذكورة واعتبارها كأنها لم تكن، مشدداً على أن السلطة التشريعية لا تعترف بمذكرة التفاهم التي وقعت بين حكومة الوفاق والدولة التركية وما يترتب عليها من التزامات لذلك فأن الدولة الليبية في حل منها ولا تتقيد بها.