يصادف 30 أيلول/سبتمبر من كل عام اليوم العالمي للبودكاست، وهي إحدى أدوات التدوين الصوتي التي لازالت قيد النمو في البلاد العربية، وليس لها ذلك الرواج الكبير مقابل التدوين على مواقع التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وفيسبوك وسناب تشات وغيرها.
وحول هذا الموضوع كان لبوابة افريقيا الاخبارية ،لقاء مع الأستاذ خالد النجار صاحب مشروع عندما ترى الصوت للتعليق الصوتي، والذي قدم دوراته في 11 بلد عربي ،كما شارك بعديد من الافلام الوثائقية والتي عرضت على الجزيرة والعربية وناشونال جيوغرافيك.
بداية لو تحدّثنا عن هذه الوسيلة الإعلامية المدهشة...! ما هي، ما معناها، وكيف يمكننا الإستفادة منها الإستفادة المثلى ؟
يعتبر البودكاست أحد وسائط الاعلام الرقمي الحديث وهو البث الصوتي (الجيبي) و من هنا نشئت بداية الاعلام الصوتي اما ان يكون في شكل حلقات صوتية بين شخصين أو حلقات صوتية مرئية على شكل سلاسل تتناول بالحديث حول موضوع معيّن حتى يتم الاعتماد بالدرجة على الاستماع.
هي وسيلة شبيهة بالراديو و يعرف حديثا بالتدوين الصوتي ومع تطوّر و انخراط المنصات الاجتماعية مع بعضها البعض اليوم ،ظهر ما يعرف بالبودكاست (اي البث الجيبي) يمكن للمستمع أن يتابعه اينما ذهب و أينما يشاء.
يمكن الاستفادة المثلى منها في عملية توظيف العلوم ذات القيمة من خلال هذه التدوينات ،ونشر المعرفة و الثقافة بين الناس و القصص و التاريخ وكلما استطعنا توظيف هذا الاسلوب التقني في مواضيع ذات قيمة مظافة للبشرية و المجتمع نحن نثري المعلومة عند الناس.
كيف يمكن الدخول في هذا المجال و ماهي أبرز المحطات ؟
يتطلب الدخول في هذا المجال اكتساب مجموعة من التجارب المعرفة و المهارات ،أولها معرفة اللغة المراد التحدث بها ،كذلك على دراية بإسلوب الحوار و التعامل مع الضيوف و إثارة المواضيع الممتعة و الشيقة لشد المستمع و استقطاب جمهور أوسع.
من يريد الدخول في هذا المجال يجب أن يكون على خبرة و دراية كافية للتعامل مع أدوات الانتاج الصوتي و الإذاعي ،و تطويع التقنيات الحديثة لمخاطبة الجمهور عبر الأساليب المناسبة للموضوع.
هل صحيح أن جمهور البودكاست هو جمهور نخبوي فقط ؟
هذا الأمر يبدو نسبيا ،مع أن هناك حقيقة تقول أن جمهور البودكاست بالأساس نخبوي و السبب في ذلك أن جمهور البودكاست يبحث عن المعولمة بشكل معمّق ،وهذا الجمهور يبحث عن القصة و المعلومة الكاملة ،مع ذلك نحن لا نعمّم ولا يمكن التسليم بقول أن جمهور البودكاست نخبوي فقط.
هل تعرف الدول العربية خلال السنوات القادمة طفرة في أعداد قنوات البودكاست ؟
يمكن أن يحدث ذلك ،رغم أنه مرتبط بعدّة جوانب منها ما هو اقتصادي و سياسي ،فليس هناك اي احد يذهب لإعداد البودكاست و التركيز على هذه الوسيلة في بلد غير مستقر ،مع الإشارة إلى أنه اليوم ليس مفيدا من الجانب المادي رغم انه مثري جدا.
يمكن أن تشهد دولنا العربية هذه الطفرة عندما تدرك قيمة البودكاست كوسيلة اتصالية ضرورية لتقدم الشعوب ،و للأسف الغرب سبقونا في هذه النقطة ،فهم يعلمون حق المعرفة أثر و قيمة العلم و المعلومة ،وهذا يحيلنا بالأساس للحديث عن مضامين البودكاست التي يجب أن تكون هادفة و تقدّم الإضافة.
 ماهي متطلبات البودكاست الناجح ؟
أساس البودكاست الناجح هو اختيار المواضيع المواكبة للزمن الذي نعيش و المواكب للأحداث و يكون فيه إجابات من خلال استضافة خبراء و ضيوف يقدمون المعلومة الصحيحة للمستمع و الجمهور ،المحتوى هو أساس البودكاست الناجح أن يكون مدروس و يقدّم قيمة مضافة و ليقدّم قيمة مضافة للناس و يجيب عن أسئلة و شواغل الجمهور ،وأنا من خلال منصتكم بوابة افريقيا الاخبارية أدعو إلى نشر و تطوير البودكاست في الوطن العربي.
هل يمكن الاعتماد على البودكاست كعمل تجاري ؟
لا للأسف حاليا هذا غير ممكن ،مع أن اشهر المنصات على غرار اليوتوب تعي جيدا أهمية البودكاست كوسيلة للتواصل و نشر المعلومة و استقطاب الجمهور ،لكن يبقى غير كافي لأن نسبة الوصول إلى الجمهور ضعيفة ،رغم ذلك قد نشهد خلال السنوات القادمة و مع رواج البودكاست منصات يمكن التعويل عليها لبناء مشروع قائم على أساس البودكاست.