تسعي مصر لتنشيط السياحة الثقافية لمواقعها الأثرية، عبر ربط عواصم ومدن عالمية بالمدن الأثرية مباشرة، من خلال فتح خطوط طيران مباشرة من بعض الدول الأجنبية إلى القاهرة والأقصر وأسوان، وتكثيف الدعاية للمنتج الثقافي المصري خلال الحملة الترويجية الجديدة في الخارج.

قالت وزارة السياحة المصرية إنها تتفاوض مع شركات طيران أجنبية، لفتح خطوط طيران مباشرة من عدد من الدول الأوربية إلى المدن الأثرية المصرية، لتنشيط سياحة الآثار في مصر.

وكشف سامح سعد مستشار وزير السياحة لشؤون السياحة الخارجية أن من بين المفاوضات تسيير رحلات طيران من أسبانيا إلى الأقصر وأسوان، خلال شهر أغسطس المقبل. لكنه لم يفصح عن أسماء شركات الطيران التي يجري التفاوضمعها.

وقال سعد السياحة لوكالة الأناضول إن معدلات إنفاق السياح الوافدين إلى مصر بهدف السياحة الثقافية أو سياحة الآثار، تتجاوز ثلاثة أضعاف إنفاق السائحين على السياحة الشاطئية.

وكان هشام زعزوع وزير السياحة المصري، قجد ذكر في وقت سابق أن السياحة الثقافية انخفضت بشكل كبير عقب ثورة يناير 2011، فهبطت نسبتها من 20 بالمئة إلى 5 بالمئة من اجمالي عدد السائحين الوافدين، في حين تمثل السياحة الشاطئية نحو 95 بالمئة من حجم السياحة الوافدة بمصر.

ووفقا لإحصائيات وزارة السياحة المصرية، فإن نحو 88 بالمئة من السياح الإسبان يهتمون بالسياحة الثقافية في مصر، ويقضون من 2 إلى 4 أيام بالقاهرة، ثم يقومون برحلة نيلية من 3 إلى 5 ليال.

وقال أحمد شكري، رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة، إن الوزارة ستكثف حملاتها الترويجية في 5 دول أوربية، هي إيطاليا وإنكلترا وفرنسا وألمانيا وأسبانيا، لتنشيط سياحة الآثار الوافدة منها إلى مصر خلال الفترة المقبلة.

وأضاف شكري أنه سيتم التركيز علي ترويج المنتج السياحي الثقافي خلال حملة الدعاية الجديدة لمصر في الخارج، والتي ستتضمن طرح إعلانات عن المنتج السياحي الأثري بالأقصر وأسوان، فضلا عن تنظيم العديد من الفعاليات والمهرجانات في الأقصر خلال الفترة المقبلة، والتفاوض مع منظمي الرحلات الأجانب لوضع المدينتين ضمن برامجهم السياحية.

وأصدرت 16 دولة غربية تحذيرات من السفر لزيارة شبه جزيرة سيناء، في النصف الثاني من شهر فبرايرالماضي، تخوفا من استهداف مواطنيها، بعد تفجير حافلة سياحية في طابا، منتصف فبراير الماضي.

وقال مجدي سليم، وكيل وزارة السياحة المصرية، إن الوزارة تركز على الأسواق السياحية الجديدة مثل الهند والصين، لتنشيط سياحة الآثار، خاصة بعد انخفاض الأعداد السياحية الوافدة من دولة اليابان، أحد الدول التي كانت تساهم في زيادة معدلات سياحة الآثار خلال السنوات الماضية.

وأضاف سليم أن الأعداد السياحية الوافدة من اليابان انخفضت من 100 ألف سائح سنويا إلى 16 ألفا بنهاية العام الماضي. وقال إنه سيتم التركيز علي استضافة المهرجانات الدولية في الأقصر وأسوان بصفة مستمرة، لتنشيط سياحة الآثار في المدينيتن، مشيرا إلى أن من بين المهرجانات التي تدعمها الوزارة في الأقصر، مهرجان السينما الأوربية في يناير المقبل، والسينما الأفريقية في مارس المقبل.

وأكد علي غنيم عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية أنه “لابد من زيادة دعم رحلات الطيران العارض (الشارتر) إلى الأقصر وأسوان خلال الفترة المقبلة، لتحفيز الشركات الأجنبية علي تنظيم رحلات سياحية للمدينتين.

وشدد على ضرورة تخفيض تأشيرة الدخول للسائحين، وعدم زيادة رسوم المناطق الأثرية في الوقت الراهن، كأحد عناصر الجذب لسياحة الآثار، فضلا عن إطلاق حملة ترويجية لإظهار الأمن بهذه المناطق.

وقال خيري محمد، رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير أعمال غرفة شركات السياحة المصرية بأسوان، إن تسيير خطوط طيران مباشرة إلى الأقصر وأسوان، قد تكون بادرة أمل جديدة في عودة السياحة إلى المدينتين. وأضاف أن نسبة الإشغال بفنادق أسوان ضعيفة للغاية، ولا تتجاوز نحو 5 بالمئة خلال الفترة الحالية.

 

*نقلا عن العرب اللندنية