نشرت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء تقريرا حول الخلاف الإيطالي- الفرنسي بشان الأزمة في ليبيا، موضحة أن روما تلقي باللوم على باريس في الإطاحة بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي وفي أزمة المهاجرين التي تهدد أوروبا. 

وقالت الوكالة الروسية إنه منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011 تحولت ليبيا إلى نقطة عبور وصل عبرها 650 ألف لاجئ إلى إيطاليا.

وترى روما أن مسؤولية تدفق المهاجرين تقع على عاتق فرنسا التي أقنعت دول حلف الشمال الأطلسي –الناتو- بالتخلص من القذافي، ونتيجة لذلك أصبحت ليبيا الآن ممزقة بفصائل متنافسة وصراع مستمر بين حكومتيها.

وقالت وزيرة الدفاع الإيطالية إليزابيتا ترينتا عبر حسابها على فيسبوك "من الواضح الآن أنه لا يمكن إنكار أن هذا البلد –ليبيا- يجد نفسه في هذا الوضع لأن شخصا ما في عام 2011 حيث وضع مصالحه الخاصة قبل مصالح الشعب الليبي وأوروبا نفسها"، وأضافت "فرنسا من وجهة النظر هذه مسؤولة جزئيا".

بينما كان رئيس البرلمان الإيطالي روبرتو فيكو أكثر وضوحا إذ صرح "المشكلة الخطيرة جاءت من فرنسا"، كما أن نائب رئيس الوزراء الإيطالي ووزير الداخلية ماتيو سالفيني يلقي أيضاً باللوم على الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي لإطلاقه الحرب في ليبيا وبالإضافة للومه الحكومة الحالية لفرنسا على إذكاء نار الصراع في ليبيا.

ويمتلئ الإيطاليون بالحنين في كل مرة يتذكرون فيها الوقت الذي وقعت فيه روما وطرابلس اتفاقا يسمح للشركات الإيطالية بالحصول على خيرات  النفط الليبي.

وكانت حكومة القذافي تمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا وكان الناتج المحلي الإجمالي للبلاد هو ثاني أكبر اقتصاد في أفريقيا والأول من بين البلدان التي تتحدث العربية في أفريقيا.

وتصر روما على أن قرار الإطاحة بالقذافي تم دون أخذ رأيها بعين الاعتبار.

 فرنسا تعترف بخطأها

وبعد سبع سنوات من هذه الأحداث اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن التدخل كان خطأ.

وقال ماكرون خلال خطاب له في البرلمان التونسي في وقت سابق من العام الحالي "أتذكر كيف قرر بعض الناس التخلص من الزعيم الليبي دون أن يكون لديه أي خطة عمل للمستقبل، لقد أوقعنا ليبيا في حالة من انعدام القانون دون أن يكون لدينا فرصة لتصحيح الوضع".

وتحاول باريس التوفيق بين مركزي السلطة العدائين في ليبيا وهما حكومة فايز سراج المعترف بها من الأمم المتحدة في طرابلس ، وأنصار المشير خليفة حفتر في شرق البلاد.

وعلى الرغم من أن سلسلة من المفاوضات التي تمت بوساطة فرنسية في وقت سابق من هذا العام حددت موعد إجراء تصويت وطني، إلا أن احتمالات المصالحة لا تزال غير واضحة مع عدم وجود حكومة حقيقية في طرابلس إذ تفتقر حكومة الوفاق إلى القوة العسكرية لوضع حد للتجاوزات التي ترتكبها الجماعات المتنافسة. وكذلك رفض المشير حفتر التخلي عن سلطته في الشرق.

  طرق المهاجرين تؤدي إلى روما

 تاريخياً  كانت فرنسا وإيطاليا شركاء ليبيا الرئيسيين في الغرب. وحاليا لا يمكن أن توافق روما وباريس على كيفية استعادة النظام في شمال إفريقيا.

ويشعر الإيطاليون بالقلق من المهاجرين الجدد القادمين، خوفا من أنه في ضوء انخفاض معدل المواليد في البلاد يمكن أن يؤدي التدفق الهائل للاجئين إلى تغيير الوجه الإثني لإيطاليا.

وحتى قبل أن تصل الحكومة الشعبوية المناهضة للهجرة  إلى السلطة هذا العام، كانت روما تحاول التوصل إلى اتفاق مع القادة المؤثرين في ليبيا لوقف تدفق المهاجرين. وقد حقق وزير الداخلية السابق ماركو مينيتي بعض النجاح بعد أن وافقت الحكومة في طرابلس على ردع المهاجرين غير الشرعيين. بالإضافة إلى ذلك  ورد أن إيطاليا دفعت للجماعات الليبية للقيام بالمثل.

لكن الليبيين ذهبوا إلى البحر وهم يفعلون ذلك مما دفع المنظمات الإنسانية التي تراقب الوضع في البحر المتوسط إلى أداة هذا الأمر.

وفي مواجهة تدفق هائل وغير خاضع للسيطرة للمهاجرين من أفريقيا، بالإضافة إلى تدفق المهاجرين من الشرق الأوسط  تريد دول الاتحاد الأوروبي رؤية حكومة قوية يمكن التنبؤ بها في ليبيا.