كشفت صحيفة ذي أيريش تايمز عن بعض أشكال المعاناة التي يواجهها المهاجرين في ليبيا، وقالت الصحيفة الإيرلندية إن المئات من اللاجئين والمهاجرين قد تم التخلي عنهم في مركز احتجاز في خضم تجدد القتال في العاصمة الليبية طرابلس بعد أن أعيدوا إلى ليبيا في وقت سابق من هذا العام من قبل خفر السواحل الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي.

وقد فر الليبيون الذين يحرسون مركز الاحتجاز - سجن في عين زارة ، جنوب طرابلس – أمس الاثنين ، قال رجل إريتري محتجز في المركز  للصحيفة إن الغذاء والماء قد نفد بالفعل ، وأن اللاجئين يتعرضون لخطر القتل إذا حاولوا المغادرة، موضحا أن من بين المحتجزين  نساء حوامل وأطفال.

وأضاف المهاجر الإريتري "نسمع الرشاشات والدبابات ودوي انفجار قنابل كبيرة، نحن نرى من السقف كل شيء حولنا قد احترق، نحن بحاجة إلى طعام خاص بالأطفال فلا يمكنهم تحمل ذلك "، موضحا "الرصاص يمر فوق رؤوسنا وأسلحة ثقيلة تمر في الشارع".

وأعيد المهاجرون الذين تم اعتراضهم أثناء عبورهم البحر الأبيض المتوسط إلى ليبيا التي مزقتها الحرب منذ أن وقعت إيطاليا صفقة لتمويل حرس السواحل الليبيين في فبراير 2017. وقد اجتذب هذا الأمر انتقادات حادة من منظمات حقوق الإنسان، وقد أدان المفوض السامي لحقوقا إنسان الامير زيد بن رعد الحسين هذه الخطوة ووصفها "بغير الإنسانية".

ووفقاً لمنظمة العفو الدولية  فإن طالبي اللجوء الذين عادوا إلى ليبيا يواجهون ظروفاً مروعة في مراكز اعتقال مزدحمة ، بما في ذلك التعذيب والابتزاز.

أكدت المنظمة الدولية للهجرة أن القتال في طرابلس قد أثر على بعض مراكز الاحتجاز بما في ذلك في عين زارة، وأوضحت  "تقوم فرقنا بمراقبة الوضع عن كثب وتقييم أفضل السبل التي يمكن أن نساعد بها، وقالت كريستين بيتر مسؤولة الدعم في بعثة ليبيا في المنظمة الدولية للهجرة "يبدو أن القتال انتهى في الوقت الحالي ، مما قد يسمح لنا بالتعامل مع المناطق المعنية".

وأكد صحفي ليبي موجود في جنوب طرابلس القتال قائلاً إنه بدأ في منطقة وادي الربيع. وأوضح الصحفي -الذي لم يرد ذكر اسمه- إن مدافع مضادة للطائرات وحتى الدبابات كانت تستخدم.

وقال اللاجئ الإريتري  -الذي لم يرغب في الكشف عن هويته خوفا من العقاب- إنه موجود في مركز الاحتجاز منذ مارس، مضيفا أنه حتى قبل القتال كانت الظروف مروعة.

وتواصل اللاجئ من خلال الرسائل النصية والمكالمات  مستخدماً هاتفاً قدمه اللاجئون إلى المهربين للاتصال بالبحرية الإيطالية أثناء محاولتهم الفاشلة للإبحار إلى أوروبا  وظل يخفيه منذ ذلك الحين.

وقد فر اللاجئ من بلاده  بعد سنوات من الخدمة العسكرية القسرية في إريتريا، بعد دفع 12 ألأف دولار جمعتها أسرته بصعوبة ودفعتها مضطرة لمهربي البشر أعطيت الرجل فرصة للتهريب عبر البحر الأبيض المتوسط إلى إيطاليا. ومع ذلك  بمجرد أن رصدت السفن الإيطالية السفينة تم تسليم اللاجئين الذين كانوا على متنها إلى خفر السواحل الليبي المدعوم من الاتحاد الأوروبي، والذي أعادهم إلى الاحتجاز في طرابلس.

وقال إنه منذ ذلك الحين يعيش في ظروف دون المستوى مع مئات آخرين "نحن نأكل مرة واحدة في اليوم، نشرب الماء القذر وليس هناك أي نوع من المستشفيات، هناك الكثير من المرضى ".

وأضاف أن ثلاثة اشخاص توفوا مؤخرا بالسل، بينما قتل اخر بالرصاص بعد أن طالبوا بظروف معيشة أفضل وزيارة من قبل مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وتابع  اللاجئ الإريتري"هذا المكان حار للغاية ونحتاج إلى الكثير من الماء، ولكن المياه التي يعطوها لنا  قذرة جدًا"، وكشف اللاجئ عن تعرض هؤلاء اللاجئين للإساءة بشكل منتظم من قبل الحراس.

يتم تسجيل ما يقرب من 55 ألف  لاجئ وطالب لجوء في ليبيا رغم أنه يعتقد أن هناك الكثير غير المسجل في جميع أنحاء البلاد. تم إعادة حوالي 20 ألف مهاجر إلى ليبيا من قبل خفر السواحل الليبي في عام 2017.

وانخفض عدد القادمين عبر البحر المتوسط إلى إيطاليا بنسبة تقارب 87 في المائة هذا العام بالمقارنة بنفس الفترة من عام 2017 ، وهو التغيير الذي أعلنته الحكومة الإيطالية على أنه نجاح.

وهناك ما لا يقل عن 8 الاف مهاجر محتجزون حالياً في 18 مركز احتجاز مرتبط بالحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس ، وفقاً للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

وأثناء حديث اللاجئ الإريتري كان يسمع دوي انفجار الفنابل، وقال اللاجئ الإريتري في طرابلس إنه يلوم الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على الوضع الذي هو فيه "كان ينبغي على الأوروبيين مساعدتنا، لدينا مشكلة في بلدنا أردنا الحصول على الحرية. الأوروبيون والأمم المتحدة لا يهتمون بنا. وضعنا عار على الاتحاد الأوروبي و الأمم المتحدة ".