عديد المناطق في ليبيا تزخر بأرث ثقافي واجتماعي وسياسي كبير من خلال الحقب الزمنية التي مرت بها وكذلك الحروب مع الاستعمار الذي ظل جاثمنا على قلوب الليبيين عامة وأرضها خاصة ولذلك وجب عليها ان تكون قد شهدت تاريخ طويلة سُجل منذ مئات السنيين . في هذا التقرير الذي اقتبسته من احد المواقع الالكترونية التاريخية في ليبيا لذا وجب التنبيه فليعذرني كاتب الموضوع الا انني سمحت لنفسي بنشره لكي يضطلع غيرنا من دول العربية والإفريقية على تاريخ ليبيا والذي سنواصل التعريف به على حلقات مدينة مدينة بأذن الله المدينة الثانية التي سنعطي نبذة عن تاريخها وأهميتها هي مدينة ترهونة . ترهونة تبعد عن العاصمة طرابلس ب 88 كم إلى الجنوب الشرقي، وتبدأ حدودها الجغرافية من منطقة "وادي فم ملغة" غربا إلى "بركات أوعينى" الواقعتين جغرافيا غرب مسلاتة التي تحد ترهونة شرقا. ثم من "سوق الجمعة(المصابحة)" شمالا إلى وادى "أوكرة المزاوغة ومرغنة" الذي يحد بني وليد جنوبا. تتبع مدينة ترهونة شعبية ترهونة ومسلاتة سابقا وشعبية المرقب حاليا. وترتفع عن مستوى سطح البحر 398 متر. بها مناطق حي السلام, حي صلاح الدين, الحي الصناعي, منطقة القرابعة، حي الضمان, حي العزايميه, الحي الجامعي, حي الهلال, شعبية برييش وشعبية الجيش، حى عمارات طريق بنى وليد، سانية المجدوب، شعبيات السوق,,تقسيم السىوى والملايمية ,حي القانون ومسجد البركة أما أهم شوارعها فهي: شارع الانطلاق (طريق طرابلس)، شارع الخضراء، شارع الشرشاره، شارع السلام، شارع الجامعة وشارع بني وليد اما القرى فهى..مجى وسيدي الصيد.الخضراء.الشرشارة.الساقية.الحواتم.الدراهيب.الداوون.العمارري -كماان مناهم المناطق-العزيب بن سعيدان-منطقت سيدي احميد-دوغة-الدخيلة-القومن-وشتاتة-الزوتينة - قرية اجلاص - قرية المزوغي سيدي احميد - المزاوغة سيدى دخيل - سيدى امحمد بن بوزيد . عندما احتل الطليان المنطقة صادروا أغلب الأراضي الخصبة التي استوطنها الرومان في مراحل تاريخية سابقه وقامت شركات حكومية إيطالية بضخ استثمارت في القطاع الزراعي وتحول معظم السكان من حياة البدو إلي الاستقرار وزراعة الأرض. فعرفت المنطقة بإنتاج زيت الزيتون، الفواكه والحبوب والإنتاج الحيواني. كما كانت جبال ترهونة مصدرا لإنتاج نبات الحلفا "Sparto grass". والتي كانت معده للتصدير لإنتاج أجود أنواع الورق. منذ بداية الخمسينيات لم يعد في ترهونة بدو رحل، إلا أنهم لم يتركوا حرفة الرعي وقد استعملوا الرعاة المستأجرين من دول الجوار الأفارقة، وقد استبدلت الإبل بسيارات النقل الخفيف وحديثا السيارات الطاوية، وقد رحل هؤلاء البدو إلى المناطق الزراعية القريبة من مدينة ترهونة التي كانت تسمى (البويرات) أو (ترهونة السوق) كما لا يزال يسميها كبار السن، وبهذا استقر هؤلاء البدو وتحولوا إلى الزراعة، وقد سكنوا المناطق القريبة من الخدمات وذلك لتعليم أبنائهم وتوظيفهم وقد استقروا في أراضيهم الواقعة خارج مخططات مشروعات الدولة التنموية الزراعية، فيما يمارس الريفيين الذين كانوا بدوا بدورهم في أراضى مشروعات الدولة الزراعية كمشروع سيدي الصيد وفم ملغة والعربان والمزارع الإيطالية المستردة يمارسون أنشطة زراعية أهمها زراعة الزيتون واللوز والعنب والتين، وهذا منتشر في المناطق الزراعية الخصبة التي كان يسكنها المستعمرون الإيطاليون وقت الاحتلال، الا هؤلاء الريفيون وللاسف لم يتركوا مهنة الرعى البدوية والتي كانت ممنوعة في وقت الاحتلال الإيطالي حماية للمنطقة الزراعية الخصبة المتميزة في ترهونة والتي لا يزال يفسدها هؤلاء الريفيون بالرعي داخل المزارع ولم تضع الدولة أية حدود لهذا الإفساد الجائر لمزارع الزيتون واللوز الخصيبة، أما الحضر فهم قلة ولكنهم آخذون في التزايد بشكل مضطرد ومرة أخرى على حساب المنطقة الزراعية الخصبة جدا والغنية بالمياه وهي البويرات إذا أن انتشار المخططات العشوائية غير المنظمة على حساب الغطاء الزراعي الهائل من أشجار الزيتون المنتجة والمعمرة والجميلة التي يلاحظ انتشار سرطان المبانى القبيحة غير المصممة وهي تلتهم المنطقة الخضراء المحيطة بالبويرات (ترهونة المدينة). توزيع السكان في ترهونة كلاتي\من الشرق-المهادي بالقصعة-الفرجان واولااحمدبالدوون-أولادسيدي امعمرالطرشان اومرغنة والعوامر شمال وغربي الدوون-الهماملة والنفاشة والبركات والرحيمية والعبانات والعواسة والمساعيدبمنطقة الخظراء=اماالمنطقة الواقعة بين الحظراءترهونة فياخليط النعاعجة أولادترهون-اقديرات-اجلاص-دوائم الغالبية-عواسة أبناءالمريض-شفاترة-مزاوغة =والاداحمد-مارغنة الكلاشات- تضم ترهونة عدد من المعالم السياحية، رغم إهمال الدولة لقطاع السياحة بوجه عام. توجد بترهونة العديد من مواقع المستوطنات الرومانية التي لم يتم مسحها. كما تتعرض العديد من المواقع الأثرية للعبث ولم تجري حفريات في أي من المواقع المكتشفة. يوجد عدد من القصور والفيلات الرومانية مثل: قصور دوغه وتشمل: "قصر بورمزه وقصر سنام وقصر فصغه وقصر سلمي قصر دهميش وقصر دوغه بمدينة دوغه"و قصر ترهونة" بترهونه المركز. و"قصور ترغلات"بوادي ترغلاد.وقصرالزقوزيه وقصرالعيساوي وقصر الداوون بمنطقة الداوون. وقصر حنيش بوشتاته. كما اكتشفت أرضيات موازيك ومصانع فخار وعدد من المقتنيات الأثرية. كما توجد بالمدينة أيضا معابد قديمة كمعبد "آمون" وتوجد آثار كنيسة قديمة ترجع للعهد البيزنطي، كما توجد كنيسة أخرى كاثوليكية مازلت قائمه بالخضراء ترجع للعهد الإيطالي, وتوجد مقبره يهوديه للطائفة اليهودية التي نزلت بالمدينة بعد استيلاء الأسبان علي الأندلس وعاشت بها حتى خمسينات القرن الماضي. توجد بالمدينة أيضا منحوتات جدارية علي الصخور لحيوانات ليبية قديمة ترجع لفترة ما قبل التاريخ كما اكتشفت بترهونه عدد من النقوش والكتابات الاثريه كما في موقع عين ويف Thendassa وموقع راس الحداجيه. كما توجد أعداد كبيرة من الكهوف والمنازل المنحوتة في الجبال كمساكن للإنسان الليبي القديم لفترات ترجع إلي ما قبل التاريخ. توجد أيضا منتزهات قديمة مثل منتزه الشرشاره، توجد عدد من العيون الطبيعية مثل عيون دوغه والقومن وعين زينب وعين ميلاد وعين ويف وعيون الشرشاره(التي يوجد بها المسبح التركي)، إلا أن منح تراخيص حفر الآبار حول هذه العيون أدي إلي تجفيف بعضها. توجد أيضا في ترهونة آبار رومانية قديمة وهي فريدة من نوعها تعرف بالسانيه منها سانية الرماديه "بالمنيزله- قرب دوغه" وسانية عيسي علي طريق الخضراء, وسانيه اخري شمال قرية ابيار مجي, وهي آبار اسطوانية الشكل بعمق يزيد عن 30 م تقريبا وقطر يزيد عن 2 امتار وجوانبها مرصعه بأحجار كبيرة بيضاء لا يفصلها ملاط وتلحق بها سواقي منحوتة من الحجارة الكبيرة. توجد أيضا مزارات شعبيه قديمة لأولياء صالحين منها مزار معمر ومزار إبراهيم ومزار الحجرة ومزار بريش وغيرها. هذا إلي جانب المستوطنات الإيطالية المليئة بأشجار الزيتون والتي تمتد من مجى غربا إلى مسلاتة شرقا. والبنايات التي أسست قبل الحرب العالمية الثانية حيث يزيد عددها عن الألف بناية فعلي الطريق الواصل بين ترهونه والخضراء وحدها أقيمت سنة 1938 أكثر من 230 مزرعة نموذجية مساحة 50 هكتار بكامل المنشآت والمرافق لكل منها. أثناءالحرب العالميه الثانيه تم تأسيس أول محطة إرسال للراديو سنة 1945 في أعلي نقطة ارتفاع عن سطح البحر 500م بمنطقه المنيزله. في العصر الحديث برزت بعض القيادات من المدينة بسبب الأحداث التاريخيه التي عاصرتها ودورها فيهاومن هذه الأسماء:

1-"محمد عبد الرحمن سويدان الحاتمي": ولد بقرية الحواتم قرب الشرشاره، بطل معركة الشقيقه. وهي أثقل هزيمة تكبدها جيش الاحتلال من حيث الخسائر في الأرواح طوال فترة احتلال ليبياتسبب محمد عبد الرحمن سويدان في هزيمة نكراء للجيش الإيطالي بترهونة أدت إلي طردهم منها عام 1915. ومع تزامن وصول الحزب الفاشيستي إلى الحكم في إيطاليا، انعكس التغيير على الأحوال في المستعمرات الإيطالية، فعاد الجيش الإيطالي لاحتلال المنطقة من جديد عام 1922. وأصبح محمد عبد الرحمن سويدان المطلوب الأول وتم القبض عليه واعدم شنقا سنة 1923 في ساحة المدينة قبالة المسجد الأثري وتخليدا لذكراه ولشهداء لتلك المعركة، ينتصب في مكان إعدامه اليوم النصب التذكاري لشهداء تلك المعركة الخالدة.

2-"أحمد علي المريض": رئيس مجلس شورى الجمهورية الطرابلسية 1918-1923، أحد أبناء المدينة وأحد القادة السياسيين البارزين في حركة الجهاد، ربطته علاقة ممتازة بقيادات الجهاد الميدانيين فاستطاعوا جعل ترهونة ومسلاته ثقل عسكري كبير. وهو أحد القادة الأربعة المعروفين(أحمد المريض, رمضان السويحلي, سليمان الباروني وعبد النبي بلخير (المؤسسين للجمهورية الطرابلسية) التي تأسست في اجتماع مسلاته في 16 نوفمبر 1918، ثم بعد انقسام الصف الداخلي واستشهاد المجاهد رمضان السويحلي قاد المجاهد أحمد المريض حركه توحيد الصف من جديد وانتخب رئيسا للجنة التصحيح المركزية 1920-1923. بعد انتصار الحزب الفاشي أعاد الطليان تنظيم صفوفهم والتجهيز لاستكمال احتلال ليبيا، وسقطت المدينة للمرة الثانية سنة 1923 بعد طردهم منها "بمعركة الشقيقه" سنة 1915. بعد سقوط المدينة انتقل مع بعض عائلات المجاهدين الي المنفي بمصر وشارك في أنشطة العمل الوطني بالمنفي وأخرها مؤتمر الأسكندرية 1939. وتوفي بمصر.

3-"المبـروك المنتصـر": أحد زعماء الجهاد الليبي، ولد بمنطقة سوق الأحد بترهونة وأصبح أحد قادة الجهاد البارزين منذ بداية الغزو. قاد مجاهدي المناطق الغربية من ترهونة في معارك شارع الشط وعين زاره وبئر ترفاس خلال 1911-1912 ،وكانت جيوش المجاهدين في هذه المعارك تتألف من مجاهدي تاجورا بقيادة علي تنتوش وشرق ترهونة ومسلاته بقيادة أحمد المريض إلي جانب ما تبقي من القوات العثمانية في طرابلس وقد حققوا انتصارات مهمة إلا أن الفارق في التسليح قد حسم احتلال طرابلس سنه 1912.

4-"عبد الصمد النعاس"،كان ممثلاً لترهونة، عضوا في مجلس شورى الجمهورية الطرابلسية التي أسست عام 1918.

5-"علي بن سعيد القرقوطي" بطل معركة السواني وقائد محلة القراقطة حيث قام بفك قضبان سكة الحديد التي كانت ستأتي عليها إمدادات الطليان من الجنود والعتاد ونتج عن ذلك خروج عربات السكك الإيطالية عن مسارها وانقلابها وإنقضاض المجاهدين علي المحتلين في كمين محكم وتحقيق انتصار باهر في السواني.

6-"عياد أحمد امطير:- من منطقة سيدي الصيد ترهونة هو من قام بصناعة أول سيارة ليبية محلية في ورشته الخاصة والبسيطه وهو تعرض للمسائلة القانونية والزج به الي السجن .

1-الشيخ إبراهيم محمد سعيد الاحمدى الترهونى ولد بمدينة ترهونة عام 1929 م 1347 هـ، نشا وترعرع الشيخ بمدينة ترهونة وتزوج من نفس قبيلته ورزق بخمس أولاد وهم محمد ويلقب بالترهونى ومحمود وعبدالسلام ومفتاح ومصطفى ورزق أيضا بعدة بنات، وقد تزوج وعمره ثمانية عشر عاما أي سنة 1948 م أي بعد رجوعه من مدينة زليتن مباشرة ثم انتقل الشيخ إلى مدينة مسلاتة فالتحق بزاوية الدوكالى وفي سنة1960انتقل الشيخ إلى مدينة بنغازى والتحق بمسجد الامام نافع عبد الله عابد اماما وخطيبا ومحفظا وقد استمر عطائه وبذله وجهده حتى سنة 1967 م التحق بعدها بمسجد سعد بن الربيع الكوم وحفظ على يده مائة وخمسون حافظا للقران منهم قراء ومحفظين معلومين إلى يومنا هذا ومنهم على سبيل المثال لا الحصر إبراهيم الدرسى، جلال الشواى، احمد الكبتى، على الشيخى، حما الورفلى، سعد المجبرى، صلاح القدارى، عبد الحكيم العرفى، حسين الشويهدى، محمود الفأخرى، واخر العقد عبد الكريم المحجوب. وكان اخر طالب حفظ عليه القران كان يوم الثلاثاء السادس عشر من شهر أي النار أي ظهرذلك اليوم وكان ذلك بعد عودته من اداه مناسك الحج وهو على فراش الموت وقد كتب الشيخ اخر سورة البقرة في لوح الطالب عبد الكريم المحجوب وصححه له ووقع توقيعته الأخيرة ليكون هذا الطالب هو المائة والخمسون كماان بعض الطلبة المحبين للشيخ قد قاموا بتسجيل مرئى لاخر طالب كتب على يده وهو في فراش الموت قبل وفاته بساعات. فقد استمر الشيخ في تحفيظ القران لمدة تزيد عن الخمسين عاما ثم انتقل الشيخ بعد تاسيس وبناء مسجد عتبة بن غزوان المجاور لمسجده كامام منذ سنة ثمانية وتسعون وحتى تاريخ وفاته. طلبة الشيخ غير الليبيين : احمد وتامر النجار ومعتز الرفاعى من دولة مصر صهيب جمعة ومحمد الشريف جمعة من دولة السودان سامى القرعاوى من دولة سوريا احمد الخطيب من دولة فلسطين محمد النيجيرى من نيجيريا والطالب ادم من بوركينا فاسو الذي حفظ عليه ربع القرآن ترهونة منطقة ليبية 90 % من سكانها قبائل تنسب الي بني سليم العدنانين ابناء اسماعيل عليه السلام . ترهونة واحدة من أقدم المستقرات البشرية في ليبيا .. كان يسميها أبوالتاريخ " هيرودت " في القرن الخامس قبل الميلاد « مرتفع إلاهات الجمال» ويطلق على أحد أوديتها المشهورة وادي ترغلات « نهر سينيبس » ويصف أرضها بالخصوبة وجودة المحاصيل .. ومما قاله عنها إن نهر سينيبس يجري في أرض قبيلة المكاي وهو ينبع من مرتفع اسمه مرتفع إلاهات الجمال ويصب في البحر .. وإن هذا المرتفع مغطى بغابات من الأشجار .