يواصل الصادق الغرياني المفتي المعزول، من مقر إقامته في تركيا، دعواته التحريضية وخطاباته التكفيرية التي يرمي بها خصومه السياسيين، موظفا الدّين في صراعات سياسيّة عابرة وفي خدمة أجندات اقليمية ودوليّة، ومغذيًا للاحتراب الأهلي وقتل الليبيين بعضهم لبعض. 

لا يكتفي الصادق الغرياني بتمجيد الإرهاب والإشادة بعناصره ورموزه في ليبيا والتحالف معهم في خندق سياسي واحد، ولا يكتفي بدعوات التكفير الصريحة التي تطال ل مخالفيه، ولا يكتفي كذلك بفتاوى هدر دماء مخالفيه من الليبين المسلمين، ولا يكتفي أيضًا بخطاب التجييش الإعلامي نحو مزيدٍ من الفوضى والحروب والقتال في ليبيا عبر منبره التلفزي، بل تعدّى ذلك إلى التحريض على مناطق ليبية كاملة وقبائل بذاتها.

أكثر من ذلك، يزظف الصادق الغرياني خطابه الدّيني لخدمة المصالح السياسية والاقتصادية لكل من دولتي تركيا وقطر، حليفي الجماعات الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين خاصةً.


** مدينة بني وليد تحت سهام تحريض الغرياني:

آخر الدعوات التحريضية للصادق الغرياني كانت ضد مدينة بني وليد بسبب موقفها من الحرب الدائرة لطرابلس والمنحاز للجيش الليبي ضد حكومة الوفاق. ووصف الغرياني أهالي المدينة بـ "العملاء"، قائلا: إن من يسيطرون عليها عملاء لدول أجنبية.

وقال الصادق الغرياني، في لقاء، من مقر إقامته في اسطنبول، عبر قناة "التناصح"، تابعته "بوابة إفريقيا الإخبارية": "سمعنا من بني وليد بيانا في أول الأسبوع بشأن إعطاء مهلة" لكن اتضح أنه كلام مغشوش ليس فيه مصداقية.

وبلهجة تحريضية، تابع: "أقول للمقاتلين في المحاور: احذروا أن تهادنوهم، وأن تستهينوا وتسمعوا لكلام المجتمع الدولي، فعليكم أن تحزموا أمركم وتحرروا ترهونة وبني وليد"، مردفاً: "أتعجب من بني وليد، لماذا لم تستفد من الدروس السابقة؟"

مدينة بني وليد التي عانت سابقًا من تحريض الغرياني عبر القرار 7 الذي استهدف المدينة في سبتمبر من العام 2012. ففي الخامس والعشرين من سبتمبر في عام 2012،عندما أصدر المؤتمر الوطني العام حينها قرارا باجتياح مدينة بنى وليد، في جلسة غير مكتملة النصاب أقر خلالها اقل من 40 عضواً من أعضائه القرار رقم 7 الذى وصفه محمد المقريف رئيس المؤتمر حينها بحملة الخير ووصفه نائبه صالح المخزوم بالحملة التي تستهدف الخارجين عن القانون.

ولم يتأخّر الصادق الغرياني، الذي كان لا يزال مفتيا الديار الليبية قبل أن يعزله البرلمان في العام 2014،عن لعب دوره التحريضي على التقاتل وسفك الدّماء ،وتقديم لغة الحرب على لغة الحوار،بمباركته عبر "غطاء شرعي" لهذا القرار ، الذي يعتبر أحد أهمّ الضربات التي هزّت وحدة النّسيج الاجتماعي الليبي ،بما خلّفه من أحقاد بين مدن وقبائل داخل الوطن الواحد.


** الغرياني والتحريض التعبوي ضد مدينة ترهونة: 

في سبتمبر من العام هاجم الغرياني مدينة ترهونة متوجها بخطاب تحريضي ضد المدينة إلى الميلشيات المنضوية تحت حكومة الوفاق، قائلا بأنهم لن يستطيعوا حسم المعركة إلا باجتياح مدينة  ترهونة. وقال الغرياني في برنامج له عبر قناته التناصح أن المدافعين عن طرابلس لن يتمكنوا من حسم المعركة ما لم يحسموا أمر ترهونة بالقضاء على من وصفهم بالعصابات المتواجدين فيها على غرار عملية غريان، بحسب تعبيره

وأضاف الغرياني القول: "لابد من إقتحام ترهونة والقضاء على العصابات التي تقاتل مع حفتر وتضربكم بالراجمات"


في المقابل استنكر مجلس مشايخ ترهونة في بيان له تصريح الغرياني وتحريضه للهجوم على مدينة ترهونة، ووصفه لأبنائها بأنهم من ضمن المشروع الصهيوني.

مجلس مشايخ ترهونة وصف في بيانه بـ"مسيلمة العصر الكاذب الغرياني"، مؤكداً للقبائل الليبية بأن "ما يمارس اليوم على ترهونة من قبل ما يسمى زورا دار الإفتاء الليبية هو مخطط شيطاني يهدف للقضاء على أمل الليبيين في تأسيس دولة ذات سيادة، ومحاولة خسيسة للنيل من الحواضن الاجتماعية المساندة للقوات المسلحة العربية الليبية طوق النجاة لليبيين من مثلث الفوضى والفساد والارهاب" وفق نص البيان.


** دعوات صريحة للعمليات الإرهابية:

الغرياني لم يكتفي بالتحريض ضد مدن وقبائل بعينها  في ضرب صريح للنسيج الاجتماعي الوطني الليبي، بل تعدى ذلك الى شرعنة للعمليات الإرهابية وتفجير الشباب لأنفسهم ضد قوات الجيش الليبى وذلك لتكبيدهم خسائر كبيرة فى المعدات والأرواح.حسب زعم الغرياني.

جاء ذلك في تصريح له عبر برنامجه المذاع عبر قناة "التناصح" التي تبث من تركيا والممولة قطريا. وردا على سؤال حول ما إذا كان يجوز لمن وصفهم بـ"الثوار" تفجير أنفسهم خشية الوقوع في الأسر أجاب: "قتل النفس منهي عنه، فقد يقع الشخص في الأسر وينجيه الله وقد يخاف أن يقع في الأسر ويأتي من ينقذه، التفجير في العدو بمعنى أن يكون فيه نكاية للعدو، أي يوجد فيه أثر وهزة وانكسار هذا مشروع وجائز".