سلّط  أمين اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية الليبية مصطفى الزايدي الضوء على ذكرى طرد بقايا الاحتلال الايطالي من ليبيا والذي يصادف يوم غد السابع من أكتوبر، مؤكدا انه "تَارِيخ مَجِيد ، لا يُنكِره إلاّ حاقدين وعملاَء ومَرضى نفسانيين".

وقال الزائدي،انه في هذا التاريخ "أُجْبِر الطُّليان الَّذِين اسْتَوْطَنُوا لِيبِيا خَاصَّة مناطقها الصَّالِحَة لِلْحَيَاة الْكَرِيمَة عَلَى الْخُرُوجِ أَذلَّاء ، وَوُزِعَت الْأَمْلَاكِ الَّتِي أغتصبوها عَلَى الليبيين ، بَعْدَمَا كَانُوا يَرَوْنَهَا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ الاْقْتِرَابِ مِنْهَا".

ودعا الزايدى لتذكير الأجيال الجدِيدة قائلا: "إنَّ الاِسْتِعْمار الإيطالي فِي لِيبِيا لَمْ يَكُنْ كَغَيْرِهِ مِنْ إشْكَالٍ الاِسْتِعْمار فِي تِلْكَ الحِقْبة السَّوْدَاءِ مِنْ تَارِيخِ الْبَشَرِيَّة ، بَل عَمَدَ إِلَى ضَمَّ لِيبِيا لَيْس كمستعمرة تَابَعَة بَل كَأَرْض بِلَا سُكَّان لِتُصْبِح جُزْءًا لايتجزاء مِن إِيطالِيا وَأَسْمَاهَا موسيليني الشَّاطِئ الرَّابِع".

وأضاف، "هُجِر أَغْلَب الليبيين قَسْرًا ، وَطُرِد مَنْ تَبْقَى مِنْ أَرَاضِيِهِمْ الصَّالِحَة لِلْحَيَاة وَاسْتُجْلِب مِئات آلَاف الْمُسْتَوْطِنِين الطُّليان نَسَبَة كُبْرَى مِنْهُمْ مَنْ سيشيليا ، وَتَحَوَّلَت طَرَابُلُس ومَا حَوْلَهَا إلَى مَدِينَةٍ إيطالية بِعُمْرَانِهَا وَأَسْمَاء شوارعها ، وَكَانَت حَيَاة الليبيين أَصْحَاب الْأَرْضِ تُشْبِهُ تَمَامًا حَيَاة الْمُهَاجِرِينَ إلَى أَورُوبَّا حَالِيًا ، مواطنون دَرَجَة ثَانِيَة وَحُرِمُوا مِن كَافَّة حُقُوقِهِم ، لَا تَعْلِيمَ وَلَا جِنْسِيَّةٌ ، لِأَنّ الْحُصُولِ عَلَى الْجِنْسِيَّة يَتَطَلَّب وَقْتِهَا التَّنَصُّر".

واشار المتحدث الى ان "أعداد العملاء الَّذِين عَمِلُوا مَع الطُّليان وتحصلوا عَلَى بَعْضٍ الْمَزَايَا ، كَانَ قَلِيلَ جِدًّا وَلَا يَذْكُرُ".

ووصف الزايدي الوضع حينها في شرق البلاد بالاسوأ قائلا:"الْحَالِ فِي بَنْغازِي وَالْجَبَل الْأَخْضَر كَانَ أَشَدُّ بَشَاعَةً فَلَقَد حَصَلَت عَمَلِيَّات إعتقال جَمَاعِيَّة فِي الصَّحْرَاءِ لِلْقَبَائِل بأكملها وَمَنْ تَبْقَى مِنْهُم هُجِر قَسْرًا إلَى مِصْرَ".

"وَلَوْلَا الحَرْبٌ العَالَمِيَّةِ الثَّانِيَةِ الَّتِي اِصْطَفّ فِيهَا موسيليني إلَى جَانِبِ هِتْلَر مَا كُنَّا لَنَرَى لِيبِيا كَمَا هِيَ الْيَوْم".

وأردف الزايدي،"الْعَجَبِ أَنَّ العملاء لازالو يُحَاوِلُون الْحَرْث فِي الْبَحْرِ بتمجيد مَرْحَلَة الاِسْتِعْمار ، والتطبيل للقادة الفاشيين الذين أرتكبو جَرَائِم فِي حَقِّ الليبيين لَمْ يَشْهَدْ التَّارِيخ الْبَشَرِيّ أَكْثَر بَشَاعَةٌ وفضاعة مِنْهَا ، مِنْ أَمْثَالِ كانيفا وجريسياني وبالبو ، وَمُحَاوَلَة تتفيه الْحَدَث الْعَظِيمُ الَّذِي تَمَّ فِي السَّابِعِ مِنْ أُكْتُوبَر مَدْفُوعَيْن بِالْحِقْد الْأَعْمَى وَالْكَرَاهِيَة وَدَاء الْمُكَابَرَة وَالْعِنَاد".

وزاد،"وَجْهَه نَظَرِيٌّ أَنْ لَا حَدَثَ فِي التَّارِيخِ الليبي الْحَدِيث أَهَمُّ مِنْ السَّابِعَ مِنْ أُكْتُوبَر ، فهو  الْيَوْمُ جَدِيرٌ بِأَنْ يَكُونَ العِيدُ الوَطَنِيّ لليبيا فَلَقَد تَحَقَّقَ فِيهِ نَصْرُ كَبِيرٍ عَلَى المستعمرين ، وتحررت فِيه الْأَرْض وَعَادَتْ إِلى أَصْحَابِهَا ، فَلَم تَذْهَب دِمَاء الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ ارْتَفَعُوا فِي مُوَاجَهَةِ الْغُزَاة هَبَاء منتورا ، بَلْ أَصْبَحَتْ تشع نُورًا يَهْدِي مَنْ أَرَادَ الْهُدَى".

واختتم الزايدي بالدعوة لاستذكار تاريخ السابع من اكتوبر قائلا:"أَدْعُوكُم وَنَفْسِي إلى إحْيَاء هَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيم فِي تاريخنا ، إكْرَامًا لِأَنْفُسِنَا ولشهدائنا".