"الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي"، هو عنوان كتاب للدكتور محمد صادق إسماعيل، صدر مؤخرا ضمن سلسلة ماذا تعرف عن؟ التي تصدرها دار العربي للنشر والتوزيع بالقاهرة.
ومعروف أن بريطانيا تأخرت أصلا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فهي انضمت إليه عام 1973 بعد 16 سنة على تأسيسه، وبعد عامين من الانضمام، جرى أول استفتاء على الخروج منه، لكن حينها رجحت كفة مؤيدي البقاء بـ67 في المئة من الأصوات.
وعلى الرغم من البقاء، فإن الرغبة في الخروج ظلت تراود بريطانيا ولا أدل على ذلك من رفض لندن الانضمام إلى منطقة اليورو واعتماد العملة الأوروبية الموحدة، وتمسكها بعملتها الوطنية "الجنيه الإسترليني"، كما أن بريطانيا رفضت كذلك الدخول في اتفاق "شنجن" أو منطقة الحدود المفتوحة بين دول أوروبا.
وبحسب مقدمة الكتاب، فإن الاتحاد الأوروبي قد مر بأزمات اقتصادية منذ الأزمة المالية العالمية 2009 التي ولت أزمة منطقة اليورو، مرورا بأزمة اللاجئين والتخبط الأوروبي في معالجتها، شكلت دفعة جديدة حركت رغبة الانفصال من جديد في وجدان كثير من البريطانيين بلغت طبقا للاستفتاء الثاني أكثر من النصف.
ويمكن كما يقول المؤلف أن نضيف إلى ما تقدم، الرغبة الثقافية التي ظلت هاجسا يلح على البريطانيين في ضرورة الانفصال للحفاظ على الهوية التاريخية البريطانية، ذلك أن مسألة الهجرة المتنامية في أوروبا قد تدفع لتغير في النسيج الثقافي البريطاني والهوية التقليدية لبريطانيا وبالتالي اجتمعت كل تلك الأمور الملحة لتحسم الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي وتطرح تساؤلات جادة حول المستقبل سواء لبريطانيا أو للاتحاد الأوروبي.
إشكاليات عدة، يسعى هذا الكتاب لطرحها بداية من الانضمام إلى الخروج وما يتبعه من تداعيات سواء على الاقتصاد البريطاني أو الأوروبي أو على المستقبل الذي قد يدفع دولا أخرى لمحاكاة "البريكست" البريطاني والرغبة في التفرد بعيدا عن التجمع الأوروبي الذي صار مستقبله غامضا ما بين التفكك أو إثبات القدرة على تجاوز الخروج البريطاني والبقاء صامدا في ظل تواجد قوى اقتصادية ما زالت تتمسك بالعضوية الأوروبية.